كنت في نوم عميق عندما سمعت رنين هاتفي. دخلت في حرب مع باطن نفسي التي أبت أن تتركني أجيب الهاتف و باتت تذكّرني بموجة البرودة التي ستلتقفني ما إن أخرج رأسي من تحت الغطاء.
من يقوم في هذا الصباح الباكر و يهاتف طالبا يوم الأحد، بعد أسبوع شاقّ و يتوقّع أن يجده مستفيقا؟ لا أحد باستثناء أمّي أمّا البقيّة ف....
بسرعة نهضت من الفراش و أجبت الهاتف:
-ماما؟
-ليلى، كيف حالك يا ابنتي؟
-بخير الحمد للّه.
-الدراسة جيّدة؟
-الحمد للّه. ماما، هل حدث شيء ما؟
-اللطف يا ابنتي. لما التشاؤم؟
-فقط لم أعتد مكالماتك.
-كنت سأسألك...أستعودين إلى المنزل بعيد الفطر؟
-أكيد.
-أخوك و زوجته سيمرّان عليك أنت و ياسين لذلك لا تعطّليهما. أريدك أن تكون جاهزة عندما يمرّان بك. واضح؟
-واضح.
-إذا سأتركك و-قاطعتها قبل أن تقفل الخطّ:
-لحظة ماما. أريد أن أخبرك بشيء ما.
-نعم؟
-هناك شخص ما، أقصد كان هناك...هو نوعا ما معجب بي و...خاصمته و...أنا لازلت صغيرة...لم أقصد...أنا فقط أعلمتك أنّني تحدّثت معه لأنّي لا أريد أن أخفي عنك أيّ شيء.
-ليلى عزيزتي، أنا أثق بك. كنت لأقول تزوجّي شخصا من اختياري أنا و والدك و لكن بعد زوجة أخوك لم أعد أثق في اختيارنا كثيرا. عليه أن يكون فقط ابن عائلة و يخاف اللّه عزّ وجلّ.
-كما قلت...أنا أخبرتك فقط لأنّي لا أريد إخفاء أيّ شيء عنك. و لكن لا داعي للقلق الآن كلّ شيء على ما يرام.
-ماذا تعنين؟ سيتقدّم للخطبة؟
-ماما! أيّ خطبة؟ أنا صغيرة!
-ليلى ألم نخض هذا الحديث مرارا و تكرارا؟
-لن يكون هناك حتى لو أردت. هو شخص شرير.
أهذه الخطوط الحمراء التي أراها في مخيلتي هي الحدود...التي تجاوزتها؟سألتني أمّي:
-ماذا تعنين شرير؟ ما هذا الوصف؟ ما وجب عليك تركك تشاهدين كلّ تلك البرامج و أنت طفلة.
-أشرّ من موجو جوجو!
-ليلى! كفّي عن المزاح!
-فعلا يا ماما! أكرهه ككره فتيات القوّة لموجو جوجو!
سمعت ضجيجا صادرا من عندها يليه صراخ ابن أختي. خفت و سألتها:
-أهذا حمّادي؟ ماذا حصل؟
-لا شيء، هو بخير فقط أسقط بعض الأواني. سأذهب و نترك هذا الموضوع إلى أن تأتي. وأفضّل أن لا تشبهّي أيّ شخص بذلك القرد الأخضر.
كنت سأجيبها بأنه ليس أخضر فقط بل أسود أيضا لكنها أنهت المكالمة كأنّها عالمة بما يجول بخاطري.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...