"حبّ شخص ما هو اعطائهم قلبك و إئتمانهم عليه ثقة بأنّهم لن يكسروه." قول ترجمته.
و لكن إذا لم نثق أحدا، ماذا نفعل؟مضى أسبوع على حادثة السرقة و لم يعلم أحد من عائلتي بأمرها، ليس لأنني أردت ترك الأمر سرا بل لأن لا أحد لم يتصل. لا أحد يعلم إن مازلت على قيد الحياة، إن ما تفوقت في دراستي، إن ما طردت من كليّتي...إن ما حدث أيّ شيء.
كان أسبوعا بائسا روتينيا إلى أقصى الحدود. أبدؤه بصلاة فجر ففطور فكلية و أخيرا مراجعة ثمّ نوم.
الأمر المبهج الوحيد هو أنّي جمّعت ما يقارب العشرة دنانير من تخطّي بعض الوجبات. أرهقني ذلك أوّل الأمر ثمّ تعوّدت و صار بامكاني الاعتماد على وجبة واحدة باليوم.كنت أمشي وحيدة في الطريق أعدّ تنازليّا بالألمانيّة لأمضي الوقت حتّى وصولي إلى الكليّة إلى أن سمعت خطوات خلفي تقترب. كنت لازلت مرتعبة ممّا جرى لي لذلك استدرت بسرعة لأرى إن ما كنت هدف أحدهم.
فعلا كان هنالك شخص ما، فتاة أراها بصفّي ذات شعر أسود فحميّ يلامس خصرها، عينين بندقيّتين زادهما الكحل بروزا و شفتين لمّعهما أحمر شفاه و استوتا تحت أنف مستقيم.
بدت جميلة جدّا، خاصّة بسروالها الزهري و قميصها الأبيض الذي كتب عليه اقتباس ما و كعبها الأبيض العالي ممّا جعلني أتسائل إذا ما وجب عليّ العودة إلى غرفتي و تغيير ملابسي.
قوطعت الفكرة عندما رأيتها تبتسم لي و تمدّني يدها قائلة:
-سلام...أنت ليلى، صحيح؟
سلّمت عليها و أومأت رأسي.
عدّلت حقيبة يدها و أشارت لي بأن نواصل سيرنا و أضافت:
-أنا ياسمين، نحن ندرس بنفس الصف.
أومأت رأسي ثانية مؤكّدة على صحّة كلامها لتواصل مرّة أخرى:
-أردت أن أقول لك كم بدوت لطيفة مع حبيبك ذلك اليوم. شكلكما، طريقة حديثكما و تعاملكما. الكل يستلطفكما أو يغار منك عليه.
-لحظة، لحظة، لحظة...منذ متى و أنا لديّ حبيب؟ عزيز ليس...امم...
-لا تقولي لي أنّكما مجرّد صديقين لأن ذلك مجرّد هراء.
-لا ليس ذلك، فقط...لست أدري أين نحن الآن من الصداقة إلى..امم...
-لا عليك. أعرف تماما ما تعنين. كان الأمر كذلك معي أنا و بهاء.
-بهاء؟!
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Roman pour Adolescentsليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...