فصل قصير لأنّني فقدت كلّ الأفكار و لكن سأضع ما لديّ حتّى أجد الالهام (و هو امر صعيب اذا كان كل شيء أقرأه هذا الشهر كيمياء و علوم)
تسلّل ضوء الشمس عبر النافذة و لامس أجفاني في محاولة لإيقاضي.
رافضة الإستيقاض، حاولت أن أغيّر وضعيّة نومي و أعطي بظهري للضوء لكنّي فشلت.شيء ما ثقيل يمنعني من التحرّك. فتحت عينيّ لأجد نفسي سجينة أحضان عزيز.
أحسست بانسداد في مسالكي التنفسية لرؤية يده حول خصري.
حاولت نزعها ببطء حتّى أتمكّن من التخلّص من الوضعيّة المحرجة. أخذت معصمه برقّة و كنت في طريقي لوضعه بجانبه لكنّه عاد إلى مكانه و باحكام أكثر.التفت إلى عزيز لأرى ان ما كان مستيقضا إلاّ أنّه لم يكن.
تنهّدت لمعرفتي استحالة خروجي من تحت يده فكما ترون....أنا بالكاد أتمكّن من تحمّل ثقل حقيبتي فكيف لي أن أتحمّل يدا ضخما كلّها عضلات.
لن أستطيع حتّى العودة إلى نومي.
قرّرت أنّي سأغتنم الفرصة و أتمتّع بالنظر إلى وجهه الجميل دون أن أسبّب أيّ احراج.
رفعت يدي و قرّبتها من وجهه. بسبّابتي، اتّبعت تفاصيل وجهه:حاجبيه، جفنيه المرفوقين بأهداب طويلة، أنفه الدقيق و المرفوع ثمّ توقّفت عند شفتيه.
-صباح الخير.صرخت عندما أدركت أنّني لم أكن المتكلّمة و أعدت يدي إلى جانبي...فوق يده.
ضحك لإحراجي و قال بصوت جافّ:
-لم أتوقّع ذلك صراحة، و لكن لا أظنّ أنّني من محبّي الصراخ صباحا إن اعتقدت أنّ الأمر سيضيف من الرومانسيّة.اخفيت وجهي تحت الغطاء لأصون ما بقى من كرامته.
حاول عزيز نزعه عنّي لكن قبضتي كانت محكمة.
-أمزح! أمزح! ما دمت سأستيقض بين أحضانك و نظراتك لن يزعجني القليل من الصراخ.حسنا، لن أخرج رأسي من تحت الغطاء حتّى أموت.
لم تمض دقائق حتّى رُفع الغطاء ليكشف عزيز بضحكة من ربح المليون و بيده ما كان درعي.
جلست في مكاني و نظرت إليه لأجده مركّزا نظره تجاهي.
-ماذا؟
صمت قليلا و قال:
-أنت حقّا جميلة.هذه تعويذته أكيد فكلّما قال شيئا من هذا القبيل توقّف ذهني عن العمل و تضاعف عدد دقّات قلبي.
حرّكت رأسي نفيا و أردفت:
-لا أجد نفسي جميلة.
-بل إنّك ذكيّة حتى، و قليلا ما يجتمع الذكاء و الجمال معا.رمى الغطاء من يده و اقترب منّي قليلا حتّى تموضع أمامي. وضع يديه على خدّاي و كمن أوقد بهما النار كادا يذوبان من حرارة لمساته.
أغمضت عينيّ و استسلمت لتأثيره. كلّه مخدّر فما عساي أفعل؟
لم يمض الكثير حتّى لامست شفتاه جبيني و تحوّلتُ إلى فوضى أحاسيس.
كأنّما لم أعرف للحياة طعما إلاّ بجانبه، كلّ شيء بدا سحرياّ و من عالم الخيال. لو سألتني إن ما يستطيع الانسان الطيران سأجيب بنعم و أقول لك أنّي لست على أرض الواقع، أنّ كلّ شيء ممكن.موجة البرد التي التقفتني فجأة جعلتني أفتح عينيّ لأجد عزيز محمرّ الخدّين و مبتسما أمامي.
أدركت أنّ يديه الآن فوق كتفاي تدلّكهما برقّة.
لا إراديّا همست ما باتت نفسي تردّد منذ أشهر:
-أنت مخدّر.
رفع حاجبه و قال:
-أرجو أنّي لست النوع السيء...وضعت يديّ فوق يديه و أعلمته:
-لا، لست النوع السيّء. أنت النوع الذي يحفّز أعصابا و يخلق أحاسيس لم أدرك وجودها و الغريب في الأمر أنت لست مركّبا كيميائي أجاد مزجه مهندس كيميائيّ و تمكّن به من تخدير جسد متحرّك...أنت انسان يجيد مزج تصرّفاته و أقواله و يجيد صنع ردّة فعل أو سرقتها من غيره.سرق ذلك من عزيز ضحكة و رأيته يمسك ببطنه بيده اليمنى التي تركت مكانها من كتفي لسوء الحظّ.
-آه، ليلى...رومانسيتك فريدة من نوعها، أنت فريدة من نوعك. لم أتوقّع أن يتمكّن أحد من ربط الكيمياء بالعشق!
-أرجو أنّك بفريدة من نوعها لا تقصد غريبة أطوار.
-لا و لكن ألم أقل لك بأنّي عشقت غرابة تصرّفاتك؟ابتسمت لذلك و قلت:
-نعم، بلقائنا الثاني!-صحيح...أعتقد أنّه يجب أن ننزل لأنّ العائلة كلّها بالمنزل، حتّى جدّي عاد من المستشفى لذلك علينا أن لا نتأخّر.
أومأت متكلّفة الحماس بينما كان لقاء والدته آخر شيء أريده.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...