إعتدنا

1.5K 109 28
                                    


فتحت عينيّ تحت تأثير ضوء الشمس الذي تسلل إلى الغرفة. لم أقم من مكاني. قرّرت العودة إلى النوم عندما أحسست بشيء ما.
يد تلاعب خصلات شعري. أصابع تمتلئ بشعري و تلفّه حولها. يظنّني نائمة.

لم أرد صنع مشكلة لذلك تركته يده تفعل ما تشاء و تظاهرت بالنوم العميق إلى ان عدت إليه.

المرّة الثانية التي فتحت عينيّ بهما وجدت وجه لينا بحقل نظري يحجب الرؤية عنّي.
أبعدت رأسها بيدي و جلست.
-هل لي أن أعرف لم أنت هنا؟
قهقهت:
-أ هناك شيء تريدين إخفاءه؟
-وجهك القبيح. ماذا تحملين؟

كانت تمسك بعلبة جميلة المظهر. مزيّنة. علبة مرطّبات.

-هذه؟

نظرت إلى العلبة و رفعتها قبل أن تجيب:
-نهضت باكرا، أتضوّر جوعا. وجدني عزيز و سألني إن ما كنت أريد شيئا. نفيت و قلت أنّني سأنتظر نهوضك لكنّه أصرّ. ذهب ثمّ عاد بهذه العلبة و ألحّ أن أجعلك تتناولين فطورك.

غادرت السرير في إتجاه الحمام:
-هكذا إذا؟
-يعاملك كالأميرة. أ بسبب هذا تواصلين تجاهله؟
- تعلمين بسبب ماذا.
فتحت الحنفيّة و غسلت وجهي:
-أخبرتك ما حدث مع ياسمين. لماذا سألت عن غيابها، أمس؟
وضعت لينا العلبة على طاولة بجانب السرير و استلقت:
-أردت أن أرى ردّة فعله.
-و ماذا وجدت؟
-ندما. هو لا يحبّها.
-ربّما. ما هو مؤكد مع ذلك أنّه لا يحبني كفاية.

أسكتها ذلك لوهلة:
-ماذا ستفعلين معه؟
-ليست لديّ أيّة فكرة.

بدأت بغسل أسناني و تركت للينا الحديث:
-الأمر سهل ليلى. لديك طريقان. تقطعان هذه العلاقة حتّى لا تعيشا حياة مزرية أو تحاولان إصلاح كلّ شيء معا.
إنتهيت من أسناني و نشفت وجهي. رميت المنشفة و توجّهت نحو لينا:
-لا أريد هاته الحلول.
-ليس لديك حلّ آخر.

جلست بجانب لينا و ترجيّتها بأعيني:
-أكرهه لينا. جعلني خيارا ثان. أكرهه بكلّ ما يستطيع قلبي. سرق منّي سعادتي و إهتمام والدتي بي. منذ دخوله حياتي، أصبحت قشرة لما أكون.
-أعلم ليلى. و لكن كلّنا نخطئ.
-خطؤه لا يغتفر.
- أعني خطأك ليلى.
-خطئي؟
-ما كان عليك العودة إليه لو كنت تعرفين أنّه يحزنك.
-و ماما؟
-ستغضب ثمّ ستهدأ.
-أردت إرضاءها.
-أعلم. ليلى مع ذلك لا أريدك أن تعيشي وحيدة. أو تعيسة. حاولي أن تصلحي معه. صفحة جديدة. ألا تريدين بناء عائلة يوما ما؟
إحمرّت وجنتاي. بالطبع أردت أطفالا أغدق عليهم بالعطف و الحنان. أردت تجربة إمساك رضيع لا يقو على شيء غير النظر إليّ بكلّ حبّ و أكون درعه.

-لا يهمّ.
-بلى. لن أتركك تشيخين دون أن يكون لك ذلك. أريد أن أكون خالة. حسنا؟
-و لو. لست مستعجلة.
-يجب أن تكوني كذلك. يجب أن توفّري مناخا جيّدا لأطفالك. لا أريد لهم أن يترعرعوا بين والدين يكرها بعضهما.

صمتت. هي محقّة و لكن الأمر صعب.

ربّما يجب أن أحاول. ربّما سأتركه يقوم بكلّ الأصلاح

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن