إحراج بلا حدود

1.9K 126 36
                                    


"لا أحد مثاليّ فالكمال لللّه و لكن نستطيع أن نستحسن غيرنا و نتغاضى عن هفواتهم"

"لا أحد مثاليّ فالكمال لللّه و لكن نستطيع أن نستحسن غيرنا و نتغاضى عن هفواتهم"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظرت إلى ساعتي للمرّة الخامس عشر لأرى الوقت.  و عشر دقائق و لا أثر لياسين بعد. وردني قرابة العشر مكالمات من عزيز يسأل فيها إن ما كنّا سنأتي.
كان عليّ أن أخبره بأنّ أخي لا يمتّ للانضباط بصلة. ربّما كان عليّ تنبيهه من أن لا يثير غضبه أيضا. قد يتحمّل مزاحي، مزاجي و مقالبي لكنّه لن يصبر على غير افراد عائلته.

بقيت أراقب الغيوم المارّة من الملل، محاولة تناسي الألم في ساقيّ المنجرّ عن الوقوف.

لم أظنّ كم من الوقت مرّ و أنا على تلك الحال حتّى سرقت تركيزي يد تلوّح أمامي.

نظرت إلى صاحبها و دفعته من الغضب.

ابتسم ياسين و دفعني بقوّة اصطدمت بسببها بفتاة. نظرت إليّ و صرخت:
-ما بالك! انظري أمامك!

كنت سأعتذر لكن سبقني ياسين و قال:
-لم يكن خطؤها، لقد دفعتها أنا. آسف جدّا.

استبدل وجهها ملامح الانزعاج بغيره من اللّطافة و قالت:
-لا عليك، ما كان عليّ أن أصرخ من الأوّل.  أعني إنّها مجرّد دفعة، لم كلّ الإنفعال؟
قاطعتها قبل أن تصنع من نفسها مسخرة. قد يكون أخي مرتبطا و يحبّ خطيبته كثيرا لكن ذلك لا يمنعه من البقاء و الإستماع إلى المديح ليعزّز غروره:
-إنّه مرتبط لا تحاولي!

عادت إليها ملامح الانزعاج و نظرت لي:
-لا تخافي لن أحاول معه أيّ شيء—
-أوه...أنا لست المنافسة. أنا أخته لذلك نصحتك...
رفعت يد ياسين أمامها و أشرت إلى الخاتم قائلة:
-منذ سنتين.

لابدّ أنّ ذلك أثار غضبها لأنّها دفعتني و صرخت:
-كما قلت لك! راقبي خطواتك!

نفخت بفمها و مرّرت يدها بين خصلات شعرها و نظرت بحقد لكلينا قبل الانصراف.

ناديت وراءها:
-سعدت بلقائك أيضا!

ورائي قهقهات ياسين أخذت بالتعالي.
قرصت يده بكلّ ما آتييت من قوّة. تحوّلت قهقهاته إلى صرخات ألم. عندما أحسست بالرضاء و بأنّني نلت العدالة التي استحقّيتها تركته وشأنه.
نظر إليّ بغضب و صرخ:
-سحقا ليلى! أنت تعرفين أنّك ورثت قرصك عن جدّتي رحمها اللّه! لا تقرصي سحقا!
-إن لم تراقب ما تتفوّه به لن أرحمك هذه المرّة! ربّما أخبر والدي أيضا!
بدى غير مكترث ممّا جعلني أضيف إلى الخليط:
-و ألفة!
بسرعة وقف معتدلا. لقد ارتفع عنده التوتر ممّا زاد في ضغط الدمّ. كنتيجة تعديل، جهازه العصبي قام بشدّ عضلاته ممّا جعله يستقيم في وقفته. نعم هو فعلا متوتّر. ربّما ظنّ أنّي لازلت أريد انتقاما بعد تلك الليلة المخيفة. هكذا إذا...

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن