جانب آخر

1.4K 119 16
                                    

شكرا للجميع الذي ساعد باقتراحته و توضيحاته. سيساعدني الأمر كثيرا في الفصول القادمة، لذا كهديّة شكر للمساعدة و تجاوز السبعة آلاف قراءة إليكم فصلا جديد.

****
-لا!

وقفت من على السرير. لن أسمح له بذلك.
تقدّمت بخطى واثقة إلى عزيز الذي كان يجمع ملفّاته في حقيبته.

تجاهلني و واصل القيام بما بدأ فعله.

-أنا أتحدّث معك! أجبني!

لم يلتفت إليّ حتّى.

أخذت نفسا عميقا و بدأت وساوس الشيطان تحيط بي. ما وجب للأمر أن يتصاعد إلى مشكل و لكن ها أنا أراه يتحوّل إلى خصام.

لا تفعلي ليلى، لا تفعلي!

شبكت يداي أمامي و قلت ببطء:
-لن أخطو خطوة معك غدا! بل سأذهب قبلك و إن إضطررت سأغيب.

نظره إرتفع ليقابلني. بعينيه التي تكلّفتا البرود و الهدوء سابقا، ظهرت شرارة. هذه المرّة و من دون منازع أغضبته.

عزيز الصبور، الباسم و الهادئ ذهب و حلّ محلّه شخص لا أعرف حدود أقواله و أفعاله.

-لن يهمّ ذهابك أو بقاؤك، ببساطة سأبحث عن السيّد و ألقّنه درسا.

فاقدة الحيلة و الصبر ضربت القاعة بقدمي و صرخت:
-هل تسمع نفسك؟! ستذهب إلى طالب و تفتعل معه خصاما أمام كلّ الطلبة و الأساتذة الجامعيين! أ ليس هذا طفوليّا؟
-ليس بقدر طفوليّة شخص يحاول لفت إنتباه فتاة متزوّجة!
-ما أدراك أنّه يعلم بزواجي؟
-تبدين كمن لا يريده أن يعلم.

هل إتّهمني...؟ هل فعل؟

-و تبدو كشخص لا أعرفه و لا أريد الحديث معه الآن!

إلتفتّ و ذهبت نحو سرير إلاّ أنّ قبضة ما أوقفتني في مكاني.

أدارني نحوه لأقابله و صرخ:
-أ تتهرّبين الآن؟

دفعته عنّي و قلت:
-لم سأتهرّب بينما لا مخرج لي من المشكل؟ ستذهب غدا و ستذلّني!

ظننته سيقول المزيد لكنّه سبقني إلى جانبه من السرير. أطفأ النور قبل حتّى أن ألحقه.

بحثت عن طريقي في الظلام حتّى لامست الفراش. صعدت و عن دون قصد لمست عزيز. في الحال، إبتعد عنّي.

آلمني ذلك رغم ترديدي أنّه مجرّد مشكل صغير و يمرّ.

وضعت رأسي على الوسادة آملة أن يزول المشكل مع إستيقاضي.

***

لم أستيقض كما وددت. هدوء عزيز أفقدني صوابي حيث لم أتمكّن من معرفة أيّ خطوة ينوي تنفذها.

الأمر الوحيد الذي نطق به قبل أن نتوجّه إلى السيّارة، كان:
-تناولي فطورك.

لم أشأ إحداث ضجّة معه أمام العمّة سناء خاصّة و هي تبدو كمن أُهدي حجّة، كمن سمع شجاري مع عزيز.

إنتهى الأمر بي مع عزيز في السيّارة في صمت قاتل.

فتحت الراديو لكنّه أغلقه بسرعة.

شبكت يداي غضبا و راقبت الشوارع و من فيها.

مللت بسرعة و نظرت إلى عزيز. لم يعرني إنتباه. حسنا، نحن في السيّارة و الأنر متوقّع لكن بدا كمن يتجنّب حتّى التنفّس قربي.
ّ
-أ تعلم ماذا تفعل شجرتان عندما تتخاصمان؟

صمت.

-حسنا سأخبرك. تتشاجران، هاهاها... أفهمتها؟ شجرة... تتشاجر؟

صمت.

خمّنت قليلا.

-حسنا، أتعلم ماذا يحدث عندما تتشاجر فقمتان؟

صمت.

-هيّا إنّها سهلة!

صمت.

-سأخبرك هذه المرّة فقط. يتفاقم الوضع.

رأيت شفتاه ترتفعان قليلا ثمّ تحاربان البسمة و تعود إلى خطّها المستقيم.

صرخت بقوّة:
-لقد إبتسمت! لقد رأيتك! لست غاضبا! أنت لست غاضبا.

تجاهلني مع ذلك و واصل تجاهلي حتّى وصلنا الكليّة.

هممت بالخروج من السيّارة عندما أوقفها و لاحظت أنّه سيفعل كذلك.

أمسكت ساعده و قلت:
-أين ستذهب؟ أعرف طريقي من هنا.
حرّر يده بيده الأخرى و قال:
-من قال أنّي ذاهب إلى كليّتك؟
-و من قال أنّي بلهاء؟ عزيز، توقّف! هذا أمر سخيف! أ ستخاصم كلّ شخص يعجب بي؟

لم ينتظرني و سبقني إلى الكليّة.

سارعت و حاولت اللحاق به لكن ساقاي القصيرتان لم تجدي نفعا.

ما زاد الطين بلّة هو أنّه تفقّد ملفّ مراد الشخصيّ. الغبيّ وضع صورته الشخصيّة لذا سيسهل لعزيز العثور عليه.

في غضون ثواني رأيت عزيز يمسك قميص أحدهم. لم يكن هناك شكّ أنّه مراد. بدأت أجري و حاولت العبور من خلال الجموع المحيطة الذي تشكّلت تبحث عن حديث تجدّد به نميمتها.

أصدقاء مراد إلتفّوا حول عزيز كأنّما يحذّرونه و مع ذلك لم يتوقّف و لم يترك قميص مراد فيما بدأ تهديده.

خوفا على المشاكل التي قد يتورّط بها وقفت بين الإثنين و دفعت عزيز. أو حاولت.

-عزيز كفى! هيّا لنذهب! دعه و شأنه! عزيز! توقّف!

تجاهلني مرّة أخرى و واصل تهديد مراد:
-أقسم باللّه لو إقتربت منها سأعيد تركيب قطع وجهك!
-هل جننت؟ أبعد يديك عنّي!
-أ تسمعني أم لا؟
-أ تعرف ماذا؟ كنت سأكتفي برفضها لي، الآن؟ سأطاردها للثماني سنوات القادمة!

فجأة، أحسست بنفسي أُدفع جانبا و ماهي ثواني حتّى إصطدم جسمي بالأرض. لم يخفّف ألم سقوطي إلاّ عشب الحديقة.

إلتفّت أيدي حول خصري و رفعتني لأقف ثانية.

-ليلى... ماذا يحدث؟

بحثت بناظريّ عنهما لأجدهما أرضا بعزيز فوق مراد و يداه حول رقبته.

-عزيز... مراد، خصام.

هكذا كانت إجابتي لسؤال ياسمين. كنت سأحاول ثانية إبعاد عزيز ليتفادى الوقوع في المشاكل، لكن أصبح الأمر مستحيلا لأنّه من مدخل الكليّة رأيت جسمان ضخمان يتقدّمان.

هذه الكتل من العضلات التي لا تعرف الرحمة ليست سوى الأمن الجامعيّ الذي يحمي من العنف بالعنف.

****

القصّة أشرفت عن النهاية *_*

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن