الوعود جُعلت لتكسر

1.6K 112 27
                                    

تحديث جديد في أقلّ من أسبوع! يااااااي. أرجو أن يعجبكم الفصل (طويل) و أن لا تقتلوني بنهايته.

حظّا موفّقا بالمراجعة!
***

رغم أنّنا بمنتصف الربيع إلاّ أنّ قطرات المطر التي تساقطت بين موجات هواء باردة دلّت على شتاء قاتل.
فركت يداي أملا في صنع بعض الدفئ و استرجاع الإحساس بأناملي.
حاولت تعديل حقيبة يدي رغم ثقلها ثمّ نظرت إلى الساعة.

الحافلة لم تأت بعد.

لا عجب في ذلك. النقل العمومي التونسي كان و لازال كارثيّا.
مسحت قطرات المطر من على خدّي و تنهّدت.

اليوم عزيز سيعود. رغم كلّ البرود الذي استولى علينا في الآونة الأخيرة إلاّ أنّ ذلك لم منعني من أن أتشوّق للقائه و إصلاح ما أفسدته المسافة.

بدأت أندم على اختيار مستشفى بعيد مع مشاق التنقّل التي أتى بها.

بعد طول انتظار، توقّفت الحافلة أمامي. صعدت و بدأت أتخيّل كيف سأقابل عزيز.
أعلم أنّه بالمنزل الآن لأنّ أعلمني أنّ سفرته تنتهي الثالثة مساءً.
ساعتي اليدويّة أعلنت الخامسة و نصف.

العمّة سناء عند بعض الأقارب منذ يومين تاركة المنزل لوحدي. ممّا يعني أنّي سأسبقها إلى عزيز.

ابتسمت للفكرة و وضعت سمّاعة أذني لأضيع بين أنغام الأغنية و مختلف الأشياء التي وددت أن أفصح عنها لعزيز.

****

وجدت نفسي بعد نصف ساعة أمام المنزل. مستعملة المفتاح، دخلت الباب مبسملة.

كلّ شيء بدا في مكانه الصحيح و كأنّ شيئا لم يكن. مع ذلك أحسست بقلبي ينقبض لسبب لم أستطع معرفته. ربّما لأنّني متوتّرة؟ من ماذا؟ عزيز؟ لست أدري!

غاب لمدّة ليست بطويلة و لكن شيء ما أخبرني أنّ كلّ شيء لن يعود إلى محلّه.

ربّما كان السبب تجاهلنا لبعضنا للمدّة الأخير. مع إنشغال كلّ منّا بدراسته و تركيزه على إمتحاناته صارت مكالمتنا أقلّ تردّدا و أقصر مدّة، و إن طالت المحادثة بيننا فهي بجهد من كلانا.

صعدت الأدراج بسرعة مستنشقة ما تبقّى من عطر عزيز في المكان. هذا فقط أكّد لي أنّ عزيز فعلا هنا.

إبتسمت عند وصولي الغرفة.
أخذت نفسا عميقا و فتحت الباب ببطء.

في سروال أسود و قميص يشابهه اللون جلس زوجي على السرير، عيناه لم تكتشفاني بعد فيما نظرت إلى خارج الشرفة عبر الباب البلوري.

لم أدري أنّني لفظت إسمه حتّى التفت نوحي. لوهلة، كنت سأشهق.

وجهه كان شاحبا للغاية و عيناه فقدتا الحياة عندما وقعتا عليّ. لا نور إعتلى وجهه كما إعتاد أن يفعل عندما يراني و لا ابتسامة زيّنت شفتيه التي مالتا إلى البياض.

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن