إستمتعت جدّا بكتابة هذا الفصل، أرجو أن تستمتعو بقرائته (;
******
بعد أسبوع، تحديدا بعد نهاية عطلة الربيع و عودة عزيز و ليلى إلى تونس.
-ليلى، أسرعي!
-دقيقة أخرى.
-ليلى! إنّها السابعة!
-لحظة!أسرعت في غسل وجهي و فرش أسناني لأترك لعزيز الحمّام.
-ليلى!
-انتهيتُ!قلتُ ذلك و فتحتُ الباب بعد تنشيف وجهي لأجد عزيز متكئا على الحائط بجوار الباب بينما تضرب ساقه الأرض في وتيرة متسارعة تعبّر عن ضيق الصبر.
تنهّد و مرّر يده بين خصلات شعره و قال:
-والدتي جهّزت الفطور. إنّها تنتظرنا. أقترح أن تسبقيني إليها.أومأت رأسي رغم أنّني وددتُ لو ذهبتُ معه. لا أريد التواجد مع العمّة سناء لوحدي بعد.
رأيتُه يدخل الحمّام و يغلق الباب فقط لأدرك أنّه لابدّ لي من الإسراع لو أردت الوصول إلى الكليّة في الوقت.
غادرت الغرفة و نزلت إلى الطابق السفلي و قصدت المطبخ. وجدت العمّة سناء جالسة تترشّف فنجان قهوة و تتصفّح جريدة.
تنفّست نفسا عميقا و حاولت الإبتسام لإخفاء توتّري.
-صباح الخير عمّتي!
ّتوقّفت عن قلب الصفحة في منتصف الطريق و رمقتني بنظرة تنمّ عن الإنزعاج.
بعد مدّة من الصمت، ردّت:
-صباح النور.جلست حذوها و سكبت نفسي كأس قهوة و أضفت لها القليل من الحليب. أخذتُ فنجانا آخر فارغ و ملأته بالقهوة دون أن أضيف أيّ شيء و لو سكّر.
-لمن ذلك؟
تسمّرت في مكاني فيما حاولت ترتيب أفكاري و أجبتها:
-عزيز....من دون أن ترفع نظرها من الجريدة، قالت ببطئ:
-لا داعي لذلك، عزيز لا يتناول الفطور. على الأقل ليس في المنزل.-أبدا؟
-أبدا.آلمني سماع ذلك و لكن اصراري أخذ محلّ الإحباط.
تجاهلت ما قالته لي و بدأت أضع له ما يلزم فطوره أمام مقعده العتاد على الطاولة.-هو حقّا لن يتناول الفطور معك يا ليلى.
منزعجة، التفتّ حولها و قلت:
-و لم؟
-لأنّني أعرف ابني.تجاهلتها و انتظرت عزيز.
السابعة و خمس دقائق.
سيأتي، سيلحق بي كما قال.
السابعة و ربع.
لم تأخّر؟
السابعة و عشرون دقيقة.
ربّما لم يجد شيئا يحتاجه.
السابعة و نصف.
هيّا أين أنت؟السابعة و أربعون دقيقة......
سمعت وقع أقدام سريع يقترب. دقّ قلبي بفرح رغم أنّني علمت أنّي سأتأخّر عن الحصّة الأولى لو أخذنا وقتا لتناول الفطور.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...