نهاية فصل

1.4K 104 19
                                    


أغلقت الباب بقدمي بقوّة و جريت نحو "غرفتي". بسرعة، نزعت حجابي و رمبته على السرير. ميدعتي لحقته ثمّ أنا قفزت.

-آه! السعادة! الحرية!

إستلقيت على ظهري و ضحكت لوحدي. لا كليّة بعد الآن. عطلة الصيف أخيرا. لا كتب، لا دراسة.

راقبت الشمس من النافذة. شروق الشمس سيصبح جميلا. لا يعني نهاية نوم عميق.
تنهّدت. مع ذلك لم أتلقّى نتائجي النهائية. السداسية الثانية لم تكن أفضل إنجازاتي الأكادمية. أرجو النجاح فقط.

-أنت هنا؟

جلست في مكاني إثر سماع الصوت. راقبته يحرّك فنجان قهوته دائريا كأنّما لذلك هدف. كتف يده الأخرى استند بإطار باب الغرفة.
-لم لا أكون هنا؟
تقدّم نحوي و جلس على حافة السرير:
-أ إنتهت السنة أخيرا؟

أومأت.
إبتسم.
قطّبت جبيني.
نظر ببراءة الأطفال.

-لديّ صداع. سأستلقي قليلا. يمكنك أن تذهب.
إبتسم. قبل أن يذهب، قال:
-لن تستطيعين مواصلة الهرب إلى الأبد.

كرهته لصدق قوله و لكن كتعبير عن غير ذلك أغلقت الباب.

****

جلست في مكاني. ساقي اليسرى باتت تهتزّ توتّرا كأنّما صعقت بكهرباء. يدي اليمنى أمسكت ملعقتي فيما حاولت يدي اليسرى تثبيت ساقي المهتزّة. عيناي راقبتا الحضور بقلق.
-من الجيّد أنّ فصلك إنتهى. يمكننا رؤية بعضنا البعض أكثر.

بلعت ريقي:
-نعم، يمكننا.

عيناي ذهبتا نحو عزيز. فهمني و هزّ رأسه نفيا. هو لم يستدعي أحدا.

أضفت:
-لم تكن لديّ أدنى فكرة بأنّكما قادمتين.
إبتسمت لينا:
-لقد إشتقت إليك. طلبت من ماما زيارتك فاقترحت أن تأتي معي.
نظرت نحو أمّي. لم ترفع رأسها. شغلت نفسها بالطعام. تجاهلتني. هي لم تشتق إليّ. أرادت فقط أن تتأكّد من أنّي كلب مطيع باعته فلم يعد إليها جاريا.
كم من مرّة عليّ أن أصدم لأفهم الأمر؟

-ليتك أتيت أبكر.
قلت ذلك و نظرت نحو عزيز. إحمرّت وجنتاه. الآن لديّ حلّ أبعده بي عنّي. وجود لينا معي مدّة سيفشل محاولات تقرّبه. هو يعلم ذلك.

رفعت والدتي رأسها حينها فكان دوري أن أشغل بالطعام.

الطعام الذي أعدّه عزيز. لم أعلم أنّه يستطيع طبخ ''عجّة" حتّى. كيف لي أن أتخيّله يطبخ حساءً و يعدّ طاجينا.

سمعت لينا تسأل عزيز:
-سمعت أنّك تدير الشركة مع جدّك، هل هذا صحيح؟
نظر عزيز نحوي كأنّما يستشير إن ما له أن يجيب و لكن تجاهلته.
لم يكن له إلاّ أن يقول:
-ليس تماما. أنا فقط أنسّق العمليّات. جدّي يقوم بالتنفيذ.
سرق ذلك إنتباهي. لم أدرك أنّني تجاهلت بعض جوانب حياته إلاّ بعد طرح السؤال.
-يبدو ذلك نفس الشيء. أريد رؤية الشركة. هل أستطيع؟ ليلى، هل سبق و ذهبت؟

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن