مشيت متحاملة على خطى عزيز الذي كان يقود كلانا إلى المطبخ حيث تواجد، حسب علمي، كامل أفراد العائلة.
كنت أصغّر خطواتي حتّى أكسب نفسي بعض الوقت و لكن يبدو أنّ عزيز أدرك خطّتي لأنّه أخذ يدي و قادني بجانبه.آه....دمّر خطّتي الأولى و الآن يريد تدمير الثانية.
أخبرته بأنّنا نستطيع أن نتظاهر بالحمّى و نؤجّل اللقاء مرّة أخرى غير أنّه رفض و أكّد أنّه من الأفضل لي القيام بالأمر عن قريب مادام لا هروب منه عاجلا أم آجلا.-أهذه هي زوجتك؟
توقّف كلانا إثر سماع صوت أنثويّ رقيق.
رفعت نظري لأبحث عن مصدر الصوت لأجد فتاة تبدو بنفس فئتي العمريّة.
عيناها التي شابهتا في لونهما عينا عزيز بدتا تحلّلان هيأتي من أعلى رأسي إلى أسفل قدمي.
شفتاها اللتان كُسيتا بأحمر شفاه فاقع اللون أخذتا منحى خطّ مستقيم لا يعطي أيّ فكرة عمّا تفكّر به.بعيدا عن التفاصيل، وجهها كان آية في الجمال، كذلك جسمها الذي أخذ شكل القارورة و بالغ في رسم حدوده فستانها الضيّق.
قرص عزيز خدّي و أجاب:
-نعم، هذه هي ليلى.من دون سابق إنذار، أحاطت يداها حولي و وجدت وجهي غارقا بين ستائر شعرها. حضنها كاد أن يذهب بقفصي الصدري لو لم يتدخّل عزيز و يجذبني من خصري.
-هدى، أنت تخيفينها!
ابتعدت الفتاة قليلا و قالت:
-أخيفها؟ لا تبالغ عزيز! لم أخيف زوجة ابن خالتي الصغير؟قطّبت حاجبيّ و عبّرت عن حيرتي:
-لم أكن أعرف أنّ لعزيز خالة.جذبتني الفتاة إليها و قالت:
-لا أستغرب الأمر لأنّ الأحمق لا يظنّ أنّ معرفتنا لبعضنا البعض بالأمر المهم. نحن عائلة و لازلنا لا نعرف بعضنا البعض!أومأت برأسي تأكيدا لكلامها. عزيز لم يحدّثني كثيرا عن أصدقائه و عائلته الموسّعة. لا أستطيع لومه فهو لا يعرف بعد عائلتي الموسّعة.
أحاطت هدى يدها حول ساعدي و بدأت بالمشي صوب باب غرفة تأتّى منه ضجيج تحريك أواني و كراسي ممزوج ببعض الحديث.ولجنا الغرفة لنجد أنفسنا في حضور عدد كبير من الأشخاص حول مائدة الفطور. كلّ الأعين راقبتنا و انتظرتنا حتّى أخذنا مقاعدنا.
لسوء حظّي كنت مقابلة للعمّة سناء و زوجها و لحسن حظّي عزيز كان بجانبي.همست للجميع:
-صباح الخير....جماعيّا ردّوا بصباح النور أو الفلّ أو الياسمين أو.....لست أدري.
بعد ذلك، عاد الجميع إلى صحونهم و كؤوسهم و أدركت أنّه من الأجدر لي أن أفعل ذلك أيضا.
كنت بصدد أخذ رشفة من كأس القهوة عندما سمعت صوتا خافتا و متقطّعا يسأل:
-لما أشعر بأنّني رأيتك سابقا؟
وضعت كأسي على الطاولة و أشرت بسبّابتي إليّ:
-أنا؟
-نعم و من غيرك؟
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...