وجدت نفسي وحيدة في الغرفة. رغم إلحاح ياسمين بالذهاب معها إلى منزلها و زيارة والدتها التي تحب تكوين الصدقات عبر ابنتها لم أستطع إلا الرفض و وعدها بالقدوم في أقرب فرصة أخرى.
لم أهتم من قبل بآراء غيري و لكن عدم اهتمام عزيز أحبطني و وددت لو عرفت ما كان يسري في ذهنه خلال وجوده معنا. بدا كالغريب بيننا؛ كأنه تمنى أن يكون في أي مكان غير الذي نحن فيه. جسديا هو هنا و لكن حظوره العقلي في عالم آخر لا أحلم بمعرفته. أحسست بنفسي غريبة عما تعودت احساسه و فعله. عزيز بدأ يأخذ وقتا كنت أخصصه للتخطيط لدراستي و هذا تكاما ما لم أرد حدوثه.
تنهدت و عميقا و هممت بالقيام للوضوء إلا أن رنين هاتفي أوقفني.
توقعته أن يكون عزيز و لكن عندما وجدت المكالمة من لينا ارتحت. لابد أنها تريد أن أفسر لها شيئا في الرياضيات. مسحت باصبعي الشاشة لأقبل المكالمة و رفعت الهاتف إلى أذني:
-آلو؟ لينا؟
تناهى إلى مسمعي بكاؤها و شهيقها. أفعل لها ذلك الأحمق شيئا ما؟ لو كان؛ سأتأكد من أن يكسر ياسين عنقه...
حاولت معها ثانية:
-لينا...أنت تخيفينني؟ ما الأمر؟
-بابا...
تعالى شهيقها أكثر و لم أعلم لم زاد ثقل الهاتف في يدي. أبي ضربها؟ اكتشف وجود صديقها الحميمي؟ طردها من المنزل؟ لم تعجبه أعدادها؟ تخاصم مع عمي؟
أرجوك؛لا تقولي شيئا لا أريد سماعه...أرجوك. أرجوك لا تقولي أي شيء. أو ربما قولي لي أمزح و أغلقي الخط.
صرخت في الهاتف فاقدة رباطة جأشي :
-ما بال أبي؟ أنطقي لا تصمتي كالبكماء أو اتركيني و شأني !
-حادث...بابا...
-لا لا لا...لينا؛ لا...أبي سائق ماهر. هو؛ هو...أين أمي؟ أريد ماما. أنت أنانية و لا تقدرين ما قد يفعله مزاحك الثقيل.
لابد أنها فعلت ما أمرته لأن صوت أمي بدر من الهاتف؛ ضعيفا و غير واضح:
-ليلى؛ عودي أنت و أخوك...
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...