توقّعت أن أنهار عندما أعود للمنزل و لكن طمأنينة غريبة المصدر إلتفّت حولي. ربّما لأنّني غسلت يداي من عزيز تماما. ربّما لأنّ قلبي إقتنع أنّني أفضل بدونه. ربّما لأنّني سأعود وحيدة عالمي كما كنت و في ذلك شعور كالعودة إلى الوطن.
إبتسمت و واصلت كتابة ملاحظاتي.
طرق خفيف على الباب الغرفة جعلني أعلم أنّه ياسين:
-تستطيع الدخول ياسين.سمعته يفتح الباب ثمّ يقترب منّي بخطوات واسعة. رفعت رأسي و ابتسمت نحوه. بدا كم رأى شبحا قبل أن يعيد الابتسامة لي و يقول:
-هل لسعادتك سبب؟وضعت قلمي عندما شعرت بالتأنيب خلف ستار كلماته.
-هل يصعب تصديق أن أكون سعيدة الآن؟جلس على سرير لينا، كفّا يديه على ركبتيه.
-لا يتعلّق الأمر بزيارة عمّتك سناء؟
أدرت الكرسي تماما نحوه:
-عمّة سناء كانت هنا؟ لماذا؟درس وجهي مليّا قبل أن يصرّح:
-تحدّثت مع أمّي.
-مع أمّي؟! و لكن لماذا؟
-تريد أن تقنعنا بإسقاط القضيّة. أن نهدأ قليلا قبل نقوم بأيّ شيء لا يمكن إصلاحه بعد. أن لا نشجّعكما على تدمير حياتكما. أنت و عزيز.بالكاد تمكّنت من رؤية ياسين مع الغضب الذي أعمى بصيرتي:
-أهي جديّة؟! هل تريدني فعلا أن أصدّق حسن نواياها؟ فجأة هي تريدني بمنزلها؟
-هكذا تقول.
-و أمّي؟ ماذا قالت أمّي؟تردّد قليلا قبل أن يقول:
-تريدني أن أقنعك بأنّ كلامها صائب.
-صائب! ياسين، لا تقل أنّك تصدّق هاته التراهات؟
وقف ياسين:
-صراحة أنا لا أصدق شيئا. أنا لا أصدّق أنّك رميت نفسك قربانا لشخص بالكاد تعرفينه بعد.-تجاوزنا الأمر ياسين. ماذا تريدني أن أقول؟ لقد كنت صائبا؟
صمت و أضاف:
-لا أريدك أن تعودي لشخص مثله و لكن لا أريدك أن تبقي وحيدة.
-ياسين هناك غيره. آلاف غير عزيز.
-آلاف تونسييون لن يرضوا بفتاة مطلّقة مهما كان السبب.
-أ يجب أن أتزوّج؟ تجربتي الأولى لا تقنع بجمال الأمر.لمعت عيناه بضحك لم يسمع صوته. إقترب منّي و حضنني:
-مهما كان اختيارك سأدعمك. و لكن حاولي أن لا تدفعي والدتك من حياتك.******
من الغد صباحا، نهضت و أنا على استعداد لإنهاء كلّ ما يتعلّق بعزيز. اليوم، قرّرت أن أواجه ياسمين. قرّرت أنّي لن أعط بالا لكلّ الذكريات الجميلة بيننا. صداقتنا كنت زائفة و مبنيّة على ارتداء قناعات.
لذلك وجدتني أمام منزلها، يدي تمسك حقيبة يدي بحزم. هي تقف أمامي بابتسامة عريضة تذوب لها القلوب.
-ليلى! أتيت باكرا اليوم. إنتضريني حتّى أنهي وضع مكياجي. أدخلي معي.
- لا، لا. لم آتي لذلك. لديّ ما أقول ثمّ سأذهب.
وجهها نضب من اللون:
-إذا قولي ما لديك و نحن في غرفتي، و أنت جالسة.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...