كلّ لديه مقاتل بداخله

2.2K 155 23
                                    

نهضت من نومي لأجد ريما ممسكة هاتفي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نهضت من نومي لأجد ريما ممسكة هاتفي. أخذت نفسا عميقا ثمّ صرخت:
-ريما!
أفزعها صراخي لدرجة أنها قفزت من مكانها و رمت بهاتفي على الأرض.

أنا أحلم. الهاتف الذي ألقته ليس هاتفي. الهاتف الذي تناثر زجاج شاشته المحطمة ليس نفس الهاتف الذي أهدتني إيّاه أمّي. ليس أثمن ما قدمته لي أمّي.

وجدت نفسي واقفة أمام ريما التي لاح الخوف بعيناها. كانت قصيرة القامة و كنت أفوقها طولا بما يقارب ربع المتر.
وضعت يدي على كتفها و سألتها بلطف متصنع:
-ريما عزيزتي، ذلك الهاتف الذي أوقعته أرضا ليس لي، صحيح؟
حاولت أن تنزع يدي لكني أحكمت قبضتي عليها. لمّا استسلمت و أدركت أنّه لا جدوى من المحاولة، أجابتني باستهزاء:
-و ماذا إن فعلت؟ ألا تستطعين شراء غيره؟
ضغطت أكثر على كتفها و سمعتها تتأوّه.
-ريما...كان ذلك ليجرح فؤادي و يكسر كبريائي لو كان الفقر عارا أو كنت أنت ثريّة.
-هل أنت مجنونة؟ ستكسرين كتفي!
-قليلا...و لكن ليس أكثر منك. الآن اعتذري.
-على جثّتي!
ضحكت من أمرها و قلت:
-على جثّتك إذا.

أخذت بمرفقها بيمناي و و ثبّتت يدها وراء ظهرها ثمّ أحطت يدي اليسرى حول عنقها من الخلف و صحت في أذنها:
-اعتذري!
-لن أفعل!
-ريما فكّري بعقلانية، أنا لن أتركك و شأنك حتّى تعتذري.
ذكّرني ذلك بلقائي الأوّل بعزيز لكّني أزحت ثقل الذكرى من ذهني.
-أنت همجية و غريبة الأطوار. لا أدري لم يعجب بك شخص مثله!
-لن تصدّقي إذا أخبرتك. و الآن اعتذري.
-آسفة...

انتظرتها حتّى تكمل متوقّعة اعتذارا جديّا و لكنّها فاجأتني لقولها:
-لحاله، لأنه معجب بك!
-و ستأسفين لحالك لأن تلك يا عزيزتي إجابة خاطئة.

ضغطت على عنقها أكثر. أعرف أنّي كنت أتمادى لكنّها تثير اشمئزازي و تلهم نفسي الشريرة و تغذّيها. فقدت التحكم بمشاعري و استولى غضبي عليّ و أفقدني صوابي.

لم أتوقّف حتى سمعتها تقول:
-أستسلم...سأعتذر....فقط...
-الإعتذار البسيط لم يعد يرضيني، ردّدي ورائي. أنا حمقاء...
-لن أفعل...
ضغطت قليلا على يدها.
-حسنا...حسنا...أنا حمقاء...
-أتصرف دائما بغباء...
-آوه، أتصرف دائما بغباء...
-أعتذر من ليلى الحسناء...
-أعتذر من ليلى...اممم...الحسناء...
-لأنّي كنت بلهاء
-لأنّي كنت بلهاء.
دفعتها عنّي لتقع على سريرها و قلت متصنّعة الإستغراب:
-فعلا؟ لطف منك أن تقولي أنّي حسناء. لما كلّ هذا المديح و الشكر؟

قلوب لطيفة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن