فقد للتوضيح. المعاهد الثانوية تبدأ عطلتها الصيفيّة قبل أغلب الكليّات. (تلاميذ المعاهد الثانوية لا تخافو... يوما ما ستعيشون حياة الطالب المثالي😂)
***أغلقت بابا غرفتي و لينا و وضعت ضهري على الباب محاولة إلتقاط أنفاسي. في غفلة منّي لم ألاحظ لينا التي كانت جالسة على السرير، تحدّق بي كلّها حيرة و ألم من أجلي.
وقفت بشموخ و مسحت دموعي و تفاديت النظر تجاهها.
-ليلى-
-أنا بخير. لا تعطي بالك هماّ لحالتي.وقفت هي الأخرى و تقدّمت نحوي.
-ليس صحيح. شيء ما يزعجك.
نظرت نحوها ببرود و قلت:
- أنا دائمة البكاء لينا. أنت تعرفين ذلك أكثر من أيّ شخص. شاركتك الغرفة منذ الطفولة.
إبتسمت و إقتربت منّي أكثر.
-صحيح و مع ذلك شيء ما يخبرني أنّ جرحك أعمق هذه المرّة. أنت أختي، صحيح أنّك أكبر منّي و لكن لن أتركك ضحيّة للألم.
-أقدّر إهتمامك و لكن أظّننا وضعنا خطّا أحمر لذلك.
-أ مازلت تحقدين عليّ بسبب ما فعله لك عمر؟ضحكت باستهتار و أخبرتها:
-لم أسمع إعتذارا من أحدكما.
- أ هذا كلّ ما تطلبينه لنعود كما كنّا؟
تنفّست عميقا و قبل أن تترك لي فرصة للجواب، واصلت:
-آسفة ليلى. آسفة لأنّني إتّهمتك بالتطفّل عندما كنت تهتمّين لأمري. آسفة لأنّني طردتك من حياتي عندما مددت يد العون. آسفة لأنّ يدك التي أرادت أن تنقذني من الهلاك، كادت تُكسر بسبب مساعدتي. آسفة لأنّك كنت على حقّ و جعلتك تواجهين نذلا وضعته في قائمة الأولويّات أمامك. آسفة أنّ فتح عينيّ على الحقيقة كلّفني إختبار ألم أردت إبعاده عنّي.بكيت لصدق كلماتها أكثر و تركتها تحتضنني. رغم أنّها الصغرى إلاّ أنّنا كنّا بنفس الطول. ربّتت على ضهري و همست في أذني:
-هل لك أن تخبرينني ماذا حدث؟فعلت. أخبرتها كلّ شيء. لم أترك تفصيلا واحدا، منذ زواجي إلى اليوم. لم توقفني، فقط استمعت و مسكت يدي.
-أ أنت متأكّدة أنّها ياسمين؟
أومأت رأسي.
-عجبا. قدرتها على التمثيل هائلة.
إستلقيت على السرير و تأملت السقف.- لو كنت مكاني ماذا تفعلين؟
أحسست بالسرير ينخفض فأدركت أنّ لينا جلست جانبي.
صمتت قليلا قبل أن تجيب.
-حسنا... إذا أردت عدم تعقيد الأمور سأصمت و لن أقول شيئا إلى أن ينتهي كلّ شيء.
رفعت رأسي قليلا لأنظر إليها.
-تقصدين بعد الطلاق؟أومأت رأسها.
-كيف لي أن أقف أمامها و أضحك على نكاتها كأنما شيئا لم يكن؟
-عليك الصبر و فقط، كما أنّ المحكمة ليست ببعيدة ليلى.صوت والدتي ينادينا لتناول العشاء جعل كلتانا نضع نهاية لحديثنا.
***في اليوم الموالي، جمعت شتات نفسي. حاولت أن أرتدي أحسن ما لديّ و أضع إبتسامة عريضو على وجهي.
بحثت عن حقيبتي و وضعتها بيدي.
-ماما... أنا ذاهبة.
خرجت من المطبخ و قالت:
-ألديك تربّص اليوم؟
-نعم و لكن بالمساء. ليس لديّ دوام ليليّ.
-جيّد.
تردّدت قليلا قبل أن تضيف:
- إعتني بنفسك.
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...