لمن يريد معرفة اللباس التقليدي التونسي، الصورة فوق ستلخّص كلّ شيء حتّى تكون لديك فكرة أيّ نوع من اللباس ارتدته ليلى.
بعد شهر، تحديدا بالأسبوع الأوّل من عطلة الربيع.
-ليلى، اثبتي مكانك!
صراخ ياسمين جعلني بالفعل أقف مكاني. قد أخسر سمعي إن واصلت رفض طلبها.
نظرت من حولي و أحسستُ بالإختناق. الغرفة كانت مكتضّة جدّا بأعين تراقب كلّ خطواتي. أمّي، أخواتي، أقاربي من الفتيات و صديقاتي. الكلّ أراد أن يراني قبل الآخرين.
وقفت ببيجاما زرقاء محتارة كيف يريدون أن أغيّر ملابسي أمامهم.
كلّ شيء كان حاضرا ما عدى لبسة العرس.نفخت قليلا و قلت:
-أريد تغيير ملابسي بالحمّام.
-أجننت؟! بحياتك لم تشاهدي أحدا يرتدي "الحُولي" أمامك فكيف ستسطيعين ارتداؤه وحدك؟ هاه؟
كانت تلك أمّي.استسلمت و نزعت ملابسي لأسرع و أرتدي "السورية" و " الجيب" لأصون نفسي أمام الجميع متجاهلة ضحكاتهم.
بدأت أمّي بوضع "الحولي" على كتفاي ثمّ بادرت بلفّه حولي و إضافة مساسيك بين الفينة و الأخرى لتنتهي بربط "الحزام" على خصري.
دارت عليّ دورة كاملة لتتفقّد عملها و عندما تأكّدت من اتقانه أتت بعلبة الحلي.
تنهّدت علما بأنّني سأحمل أمامي رطلا من المعدن. بالكاد تمكّنت من الوقوف في كعب عالي، ما ينقصني هو زيادة الثقل.بدأت أمّي بال"شعيرية" و "ربع الدنيا" و "الخلال" و الكثير من الذين لم أحفظ أسماءهم. البعض علّق بلباسي و الآخر بالكبّوس الأحمر الذي ارتديته.
بعد إضافة، القطعة الأخيرة، وجدت نفسي أقع على السرير خلفي من ثقل رقبتي.
-يديك فوق!
مددتهما أمامها لتبدأ إضافة القطع.واحد، اثنان، ثلاثة....
لن أواصل العدّ.
-و أخيرا!
فرحت لسماع ذلك و ابتسمت.
-ساقيك!
-ماذا؟
نظرت إليّ أمّي باستغراب و قالت:
-الخلخال ليلى...
-أيجب أن أضعه؟
-أتريدين أن أجيبك؟
حرّكت رأسي يمينا و يسارا و مددت ساقيّ. سمعت ياسمين تقول:
-يا لك من مدلّلة! تتصرّفين كالعروس!ّ
-لست مدلّلة و لكنّي بالفعل عروس!جعلها ذلك تصمت و تحدّق بي غضبا لأنّها خسرت الجدال. لقد بدأت أحبّ وجودها معي.
بعد الإنتهاء من ارتداء كلّ المعدن، أوه آسفة، أقصد ذهب صرت كالمصباح. صرت برّاقة من كلّ مكان، لمّاع المكياج، لمعة الذهب، زركشة الحولي...
أنت تقرأ
قلوب لطيفة (مكتملة)
Teen Fictionليلى فتاة تونسية، صاحبة أهداف كبيرة. لا طالما كان هدفها من الحياة، إرضاء خالقها و والديها ثم تحقيق حلمها. ألا وهو الإلتحاق بكلية الطب. لكن الكثير يمكن أن يحدث و يحول بيننا و بين أحلامنا. بعضنا قد يتحطم و يفقد الأمل في إمكانية تحقيقها بينما يتشبث الب...