في تلك اللحظة دخل ياغيز هو الأخر حمامه وأخذ دشاً دافئاً لعله يهدأ ويستطيع النوم وأخذ يفكر في الفتاة العنيدة التي كانت تجاكره وتذكر ردودها فأبتسم وبعد لحظات قبض يديه وظل يضرب بها علي الحائط ويقول : ما كان ينبغي أن أفعل ذلك لماذا تسرعت ؟!
أنهي ياغيز حمامه وأرتدي بيجامته البنية وأستلقي هو الأخر علي السرير ولكنه لم ينم ولم يهدأ له بالٍ قط وظل شارداً يتنهد بضيق ويتقلب في نومته ويفكر حتي قرر قراراً واحداً وجده هو الحل الوحيد لعل عقله يهدأ وقلبه يستريح وتبتعد عنه الافكار التي تؤرق نومه !
أشرق الصباح وأستيقظت هازان علي رنة هاتف صوفيا تتعجلها علي ألا تتأخر فيكفي غيابهما الفترة الماضية !!
دخلت هازان حمامها وأغتسلت بسرعة وأرتدت فستانها الذي أشتراه لها العم سامير ثم اخذت حقيبتها وأنطلقت بسرعة نحو صديقتها وسرعان ما وصلوا معاً إلي الحافلة حيث أقلتهم بسرعة هذة المرة إلي الشركة .
فرح كرم كثيراً بمجئ هازان وتعجبت كيف لم يخصم لها المدير الايام الماضية التي انقطعت فيها عن العمل هي وصوفيا وكيف لم يأخذ خبر ويعرف ما حدث معهما حتي الان فحين وصلا أستقبلهم كعادته ولم يظهر عليه شئ بل كان يتضاحك في وجهها وسألها عن صحة والدها !!
ذكر لها كرم انه اخبر المدير بأن والدك قد مرض مرضاً شديداً وكان ينبغي أن تظلي بجانبه !
كل هذا فعله حتي لا تخسر هازان عملها بصرف النظر عن مدي حبه لها فهو يعلم جيداً أهمية العمل وضرورته بالنسبة لهازان ولوالدها .
شكرت هازان كرم علي مساعدته فلولاه لضاع مستقبلها وضاع كل شئ !
وصل ياغيز مكتبه كعادته مبكراً ولكن حين دخل هذة المرة وقبل ان يستريح أمر الحارس بٱستدعاء مصطفي شامكيران علي الفور ليضطلع علي سجله وبياناته واتصل بقسم الحاسبات والمعلومات الجنائية يتعجلها بإحضار السجل حتي يمكنه بعدها ٱطلاق سراحه .
وصل سجل المدعو مصطفي شامكيران وكان سجله خالياً من أي سابقة جنائية لديه فلم يرتكب أية جريمة من قبل فأجلسه ياغيز ليتحدث معه قائلاً :
أولاً : أعتذر عما بدر فلم أكن أنوي أن أستخدم معك العنف وليس هذا أسلوبي فكل ما كان يهمني فقط هو الحقيقة ليس إلا !
ثانياً : أحذرك بشكل شخصي من الإنسياق وراء الإدمان وأحذرك بالأخص من إستضافة الرجال المشبوهين في شقتك ولا تنسي انك لديك ابنة شابة تقوم بتشويه سمعتها وتدمير مستقبلها فإذا تكرر هذا مرة أخري فسوف تجدني أمامك لا محالة ولن تستطيع هذة المرة الإفلات مني .
مفهوم أتمني أن تكون قد أستعبت الدرس هذة المرة ؟
فرح شامكيران بإطلاق سراحه وهرول مسرعاً إلي حيه وإلي ابنته ليفاجأها بخروجه !
كلف ياغيز أحداً من رجاله بمراقبته وإعطاءه تقريراً مفصلاً عنه كل يوم حتي يستطيع أن يتابع تحركاته وأفعاله !
انهت هازان عملها وتوجهت إلي المحطة هي وصوفيا أمام باب الشركة تنتظران الحافلة !
كانت الشمس حارقة في ذلك اليوم فبالكاد كانت تقف هازان وصديقتها هناك وبينما هي تنتظر الحافلة فلمحت بعينها شاباً واقفاً قبالهم بجوار سيارته مرتدياً بدلته الأنيقة ممسكاً بنظارته الشمسية وهو يشير إليها !