كانت تنتظر الحافلة كعادتها هي وصوفيا في الصباح الباكر فبادرتها صوفيا بالسؤال : ماذا كان يريد منك ذلك المحقق المغرور ؟
تمتمت هازان بصوت منخفض قائلة : وقح ، .. قذر !! يعتقد انني صيداً سهلاً !
صوفيا : لا أفهم هازان ماذا تقصدين بالضبط .
وصلت الحافلة بسرعة فصعدت ٱليها هازان وصديقتها ثم أكملت هازان غاضبة : لقد قبلني عنوة ولكنني صفعته علي وجهه صفعة قوية لم تشفي غليلي بعد !
شهقت صوفيا ووضعت يدها علي فمها ثم انتبهت إلي نفسها بخجل حيث نظر إليها جميع من في الحافلة قائلة : كيف حدث هذا ؟
لا لن اتركك حتي تقصين علي ما حدث جملةً وتفصيلاً !
هازان : حسناً أخفضي صوتك وسوف أقص عليكِ كل شئ حينما نصل إلي الشركة .
كان كرم واقفاً يبتسم علي باب الشركة وهو ينتظر وصول هازان وصوفيا ككل يوم .
ضغطت هازان علي يد صوفيا هامسة إياها بألا تتحدث أمام كرم وألا تخبره بشئ !
كرم وهو يبتسم : كيف حالك هازان وكيف حال العم شامكيران ؟
هازان : بخير كرم فمنذ خروجه من مديرية التحقيقات وانا أضمد له جروحه التي تفاقمت ولكنه الان أفضل بكثير عما ذى قبل شكراً كرم كثيراً علي مساعدتك فلولاك فلم يكن معي ولما خرج بعد !
كرم : هازان لا عليك إنه مثل والدي .
شاهدت هازان المدير ماراً بجوارها فألقت عليه تحية الصباح ثم تركت حقيبتها وأشياءها واوصت صوفيا بهم وذهبت إليه في مكتبه .
طرقت هازان الباب ثم سمح لها بالدخول قائلة : صباح الخير أمجد بيك ، كيف حالك ؟
أمجد بيك : صباح الخير هازان كيف حال والدك الأن ؟!
هازان : نحمد الله أنه بخير ثم أكملت : أريد من سيادتك قرضاً بضمان راتبي فسيادتك تعلم الظروف السيئة التي أمر بها هذة الأيام وسوف أسدد من راتبي كما أفعل كل شهر .
عقد أمجد بيك حاجبيه في ضيق ثم قال : هازان أنتِ لم تسددين ما أقترضتيه من قبل فراتبك وحده لا يكفي !
هازان : أعتذر ولكنني أعدك بالسداد في الأيام المقبلة كم إنني كثيراً ما طلبت من سيادتكم منحي ساعات عمل إضافية ولكنك في كل مرة تخبرني إنني سأفعل قريباً ولم يحدث !
أمجد بيك : أعرف ذلك هازان ولكنكِ لن تستطيعين التوفيق بجانب دراستك الجامعية أيضاً !
هازان : لا تقلق سيادتكم فسوف أبذل قصاري جهدي كي أستطيع التوفيق بينهما .
أمجد بيك : إن كنتِ تستطيعين كذلك فلتبدأي من اليوم بزيادة ساعتين علي مواعيد العمل الرسمية وبعد خروجك من مكتبي مري علي الحسابات فسوف أعطيهم أمراً بٱعطاءك المبلغ الذي تحتاجين إليه .
هازان : شكراً لك علي مساعدتك امجد بيك .
أمجد بيك : العفو هازان لا شكر بيننا .
خرجت هازان من مكتب مديرها وقد غطت السعادة وجهها ثم انطلقت إلي صوفيا تبشرها بما حدث .
صوفيا : حسناً هازان مبروك أتمني لك التوفيق كما أتمني أن تستطيعين السداد
في أقرب وقت .
هازان : إن شاء الله ولا تؤاخذيني صوفيا فلن أستطيع العودة معك إلي البيت اليوم لانني سأبدأ الساعات الإضافية من اليوم .
فرح كرم عند سماعه لذلك الخبر اثناء تقديمه فطائر الصباح لكلاً من هازان وصوفيا ثم جلس يهنأها ويتناول الفطور معهما. طمأن كرم هازان بألا تقلق فهو يعمل لساعاتٍ إضافية هو الأخر كل يوم ولن تكون بمفردها !
بعد انهاء هازان لفطورها مرت علي مكتب الحسابات وسحبت المبلغ المتفق عليه ووضعته بحقييتها .
غمزت صوفيا هازان بأن تجلس لتقص عليها ما حدث بالتفصيل قبل مرور الوقت وإنتهاء ساعات عملهما .
تعجبت صوفيا مما لما حدث سوي أن ذلك المحقق يحاكي شيئاً وحذرت هازان منه فمن المستحيل أن يكون هناك شيئاً أخر من ناحية هازان .
طمأنتها هازان بألا تقلق فهي تستطيع أن تحمي نفسها جيداً من أمثال هؤلاء مهما كانت وظائفهم ومراكزهم .
مرت ساعات العمل وودعت صوفيا هازان وذهبت لتستقل الحافلة بمفردها .
أما هازان فواصلت عملها بجوار كرم الذي قدم إليها يد المساعدة و أستطاع أن يخفف عنها كثيراً في إنهاء حسابات تلك الملفات التي تراكمت بمرور الوقت .
وأثناء مغادرة صوفيا من باب الشركة كان المحقق ياغيز واقفاً يحدق بها كثيراً وحين شاهدها توجه نحوها ثم سألها عن هازان ؟!