وصل ياغيز الى بيت هازان وحين وصل اتصل بهاتفه عليها ليخبرها بقدومه.
ياغيز : هازان اين انتِ حبيبتي ؟ فها انا انتظرك هنا ألم تنتهي من إعداد نفسك بعد؟!
هازان : حسناً حبيبي لا تقلق فأنا قادمة !!
أرتدت هازان بنطالاً أبيضاً وأحكمته بحزاماً أدارته حول خصرها وبلوزة كحلية اللون بها ورودٍ بيضاء اللون ووضعت فوق جفونها خطاً كحلي اللون يتماشي مع ملابسها وفوق شفاهها اللون الوردي ، وصففت شعرها ورفعته إلي أعلي مسدلة خصلات شعرها علي أطراف جبينها ثم علقت بأذنيها قرطاً منسدلاً كحلي اللون علي شكل فرعٍ من الورود يزين أذنيها ثم رشت عطرها ذو الرائحة النفاذة قليلاً .
وضعت إحدي قدميها علي مقعد وأرتدت حذاءاً ذو كعبٍ عالٍ قليلاً أبيض اللون ومزكرش بإكسسورات كحلية بفص وردي.
نزلت الدرج وطلت عليه فشاهدها ياغيز وسر بها ونزل من سيارته ليستقبلها ويفتح لها الباب بنفسه ثم قبلها قبلة خفيفة علي وجنتيها فصرخت فيه بصوتٍ خفيض وبعين لامعه تحذره قائلة : ياغيز : أنسيت أين نحن؟!
ياغيز : لن أستطيع مقاومة هذا الجمال الذي يسير علي الأرض !!
ردت هازان بإنفعال : الله الله ولكنك تخجلني هكذا !!
ياغيز : إذاً إن كنتِ ستخجلين فهيا بنا ننطلق من هنا بسرعة فتح لها باب المقعد المجاور له .
هازان : هيا بنا ثم صعدت إلي السيارة وجلست بجانبه وصعد هو الأخر ثم قاد السيارة منطلقاً بها نحو المستشفي .
في أثناء الطريق أخبر ياغيز هازان بأنه لم يؤذي والدها بعدما توسلت إليه وأعطاها وعداً بألا يمسه ولكنه لن يتهاون مرة أخري إن فكر في أن يؤذيها ولو حتي من بعيد فسيكون ردة فعله قاسية وهو قد جربها من قبل .
ثم قال : مفهوم هازان هانم؟!
ردت هازان وهي تبتسم في خجل : مفهوم حبيبي ولكن لا تغضب نفسك.
وضع ياغيز أطراف أصابعه علي جبينه وهو يقود السيارة وشرد قليلاً سأل هازان قائلاً : أين كنتم تسكنون من قبل مجيئكم إلي الحي؟!
هازان : لم اتذكر ولكن والدي كان يقول كنا نسكن في إحدي أحياء أزمير.
ياغيز : متي توفت والدتك وكم كان عمرك هل تتذكرين؟
هازان : كان عمري سبع سنوات كما كان يروي لي والدي وأنا صغيرة لكن تفاصيل حياتي مع أمي لا أتذكرها بالمرة فأنا بالكاد أتذكر ملامحها من الصورة التي وضعها والدي علي الحائط منذ مجيئنا إلي حي الصفوة ولكنِ كلما أشتقت إليها ذهبت لزيارة قبرها لاحكي معها وأقص عليها همومي .
ياغيز : هل تعرفين إسمها كاملاً ؟!
هازان : الله الله يبدو انني اجلس في قسم التحقيقات وانا لا أدري؟ ألن تنسي مهنتك بعد يا حضرة المحقق؟! أم انني متهمة وانا لا أدري؟!
ضحك ياغيز ثم قال : أبداً حبيبتي وهل يجرؤ أحد أن يفعل ذلك؟! فقط كل ما أريده أن نعرف بعضنا أكثر.
هازان : أتدري يا حضرة المحقق إنك أنت اللغز الغامض الذي لم أعرفه بعد؟!
ضحك ياغيز مرة أخري ثم قال : أبداً أنا سأكون كتاب مفتوح أمام حبيبتي ولكن كل شئ بوقته أفضل وأجمل.. ها لم تذكري لي إسم والدتك؟
هازان : فضيلة أيوب شامكيران هذا كل ما أعرفه.
ياغيز : حسناً وهذا يكفي!
هازان : ماذا قلت؟!
نظر ياغيز وهو يبتسم ثم قال: أبداً حبيبتي اقول ياله من إسمٍ جميل !!
وصلا إلي المستشفي وكان أمير واقفاً بإستقبالهما وعندما شاهد وجه هازان صُعق وهو يقول : من الذي فعل بكِ هذا؟!
