أبتلع شامكيران ريقه ثم خفض رأسه أسفل قائلا : بما أنك مازالت مُصراً يا سيادة المحقق ولن تتراجع عن شكوكك أبدا فسوف أقص عليك ما حدث فلم يعد الإنكار يفيد كما أن رجلا مسنا مثلي لن يستطيع تحمل الضرب ولا الحبس الإنفرادي .
تنهد ياغيز الصعداء وأنفرجت شفتيه ثم ذهب وجلس علي مقعده وأشار إليه بالجلوس هو الأخر قائلا : حسنا أستمع إليك وكلي أذان صاغية ولا تقلق فسوف أساعدك إن أمكن ذلك بشرط أن تقص لي ماذا حدث بالتفصيل .
جلس شامكيران وأخذ يقص علي ياغيز ما حدث وكأنه كان بالأمس .
شامكيران : أسمي الحقيقي جمال منصور وكنا ثلاثة أصدقاء تربينا معا في حي من أحياء أزمير الفقيرة فقد عشت يتيما بعد وفاة أبي وأمي وكنا نتقابل سويا كل ليلة نلعب الورق ونحتسي النبيذ وأحيانا نقضي سهرات في أحضان النساء فقد كنت أعمل لدي صاحب متجر كبير وكنت أنفق معظم راتبي علي ذلك .
وبدأت يدي تطول كل ما تجده أمامها من أموال حتي لاحظ صاحب المتجر ذلك وقام بطردى وأصبحت عاطلا .
كنا نقضي معظم وقتنا نجلس بالطرقات ونعترض المارة من الناس وخاصة النساء فكنا نغازلهم وكان هناك من تستجيب وهناك من تمتنع .
وفي أحد الأيام لمحت فضيلة تسير في الطريق وتحمل عمودا من الطعام فأعجبتني كثيرا فكانت صغيرة وممشوقة القوام مثل هازان وأجمل فكنت أغازلها كثيرا لكنها لم تجيب فبدأت أتعقبها فوجدتها ذاهبة إلي زوجها الذي كان يسهر ليلا ليحرس شركة كبيرة من شركات السيارات لتعطيه الطعام وتعود إلي البيت .
ظل هذا المشهد يتكرر كل يوم حتي جن جنوني بها !
وذات يوم كنت ساهرا مع أصدقائي وتجرعت كثيرا من النبيذ حتي بدأ الهذيان وقصيت عليهم كل شئ .
علم أصدقائي بما تحويه الشركة من رواتب العمال التي سوف يتسلمونها بالغد وكان شامكيران يحرسها فلمعت عينهم واتفقنا جميعا علي سرقة الشركة وتقسيم المبلغ المسروق علينا جميعا كما وعدوني بخطف فضيلة لتكون لي وستكون هذة هي العملية الأخيرة التي سوف تغير لنا مجري حياتنا .
وافقتهم علي الفور فقد كنت مولعا بها حد الجنون .
وفي اليوم التالي تعقبنا فضيلة إلي أن وصلت إلي زوجها فهجمنا عليه هو وصديقه وضربناهم بقوة حتي سقطوا أرضا وانتهوا في الحال .
دخل أصدقائي داخل الشركة وظلت فضيلة تصرخ حتي ربطت فمها ونزعت عنها ملابسها وانقضيت عليها وألتهمتها إلتهاما وأعتليتها إلي أن أرتويت وأنهكتها تماما فغابت عن الوعي .
بعد فترة خرج أصدقائي يحملون حقيبة كبيرة من الأموال لديهم ثم شاهدوا فضيلة عارية تماما فأقتربوا منها وحاولت منعهم عنها ولكنهم قاموا بدفعي وضربي بمطرقة صلبة علي رأسي حتي فقدت الوعي تماما وسقطت أرضا.
أستيقظت بعد ساعتين فلم أجد فضيلة ولا شامكيران ولا أصدقائى الذين هربوا بالأموال المسروقة فذهبت بسرعة قبل أن تراني الشرطة وقبل ذهابي وجدت هوية شامكيران ملقاه علي الأرض فأخذتها .
شعرت بالندم كثيرا وأردت أن أكفر عن خطيئتي فأمسكت بالهوية وبدأت أتفحصها جيدا وعلمت بعنوان شامكيران فاتجهت إليه ليلا ودخلت بيته لأجد هازان ملقاه علي سريرها تغط في نوم عميق .
كانت صغيرة جدا وبريئة فرق قلبي لها وحملتها بين احضاني وهي نائمة وهربت وجئت إلي أسطنبول وأستأجرت شقتي التي اقطن بها في حي الصفوة وبعد يومين علمت بأنهم وجدوا جثة فضيلة ملقاه علي الطريق عارية تماما ولكنهم لم يجدوا لجثة زوجها اثراً بالمرة .
ومنذ ذلك اليوم أخذت عهدا علي نفسي أن أربي ابنتها كنوع من التعويض وإلي الأن لازالت هازان تعلم إنني والدها وأن والدتها قد توفت في حادث ولكنها لم تعلم تفاصيله حتي اليوم !