💞 الجزء الثالث والثمانون 💞

966 36 6
                                    

طمئن أمير ياغيز علي أحواله وأخبره بأنه سيصر علي موقفه أمام أبيه وسوف يتمسك برأيه لأخر لحظة وسوف يترك العمل بالمستشفي حتي يشعر والده بقيمته ولا يعارضه في قراره بعد ذلك .؛
أخبر ياغيز أمير بأنه سوف يرسل بنفسه المبلغ المطلوب سداده من نفقات علاج صوفيا دون ان يعلم أحد بذلك بما فيهم هازان نفسها  وسوف يحل تلك المشكلة بنفسه وينهي الخلاف الموجود بينهم  .
أعتذر أمير لياغيز عما بدر من والده وعبر عن إستياءه الشديد لذلك قائلاً : لقد خجلت منك كثيراً ياغيز وكن علي يقين بأن كل ما أقوم به هو من أجل صوفيا والكثير من أمثالها من الحالات الغير قادرة علي ذلك .
فرح ياغيز بموقف أمير  النبيل ثم تمني ان يوفقه الله  فيما عزم علي فعله وأن يحقق له في النهاية ما يريد !
أغلق أمير هاتفه وتوجه نحو غرفته كي يخلد إلي النوم فقد كان متعباً بالرغم من إمتلاء المكان بالغبار الكثير  والأتربة !
سمع أمير جرس الباب يرن فذهب ليفتح لعله والده قد ندم علي ما فعله معه  !
فوجئ أمير بأخته فرح تقف أمامه  وهي تحمل حقيبتها في تلك الساعة المتأخرة من الليل !
أمير : مرحبا فرح ما الذى أتي بك إلي هنا في تلك الساعة المتأخرة من الليل أختي ؟!
دخلت فرح ووضعت حقيبتها ثم عانقت أخاها وتلعثمت في ردها قائلة : ألم أعدك من قبل أمير بإنني سأظل بجانبك ولن أتركك وحدك ؟!
أمير : حسناً تفضلي هيا أدخلي .
رحب أمير بأخته وسمح لها بالبقاء معه لعلها تساعدة  وتخفف عنه !
دخلت فرح الغرفة وافرغت ما بحقيبتها ثم دخلت المطبخ وأعدت لهما العشاء هي وأخيها .
جلس أمير وقص علي فرح ما تضمنته مكالمته مع ياغيز منذ قليل  .
عضت فرح علي شفتيها وكظمت غيظها لما فعله ياغيز مع صديقة هازان وخوفه عليها وما ينوي فعله .
انهي الأخوين عشاءهما ثم ذهب كلاً منهما إلي غرفته وخلدا إلي النوم .
أستيقظت فرح في الصباح الباكر فهي لم تنم أساسا ولم يهنأ لها بال طوال الليل !
أرتدت فرح بنطالاً قديماً وقميصاً من قمصان أخيها ثم أمسكت بالمكنسة في يديها وأدوات التنظيف وظلت تنظف جيداً كل ركن من أركان الشقة وهي تفكر لعلها تستطيع ان تفرغ غضبها الدفين .
ظلت فرح ترتب وتنفض الغبار من كل مكان يقابلها وهي تفكر حتي أرشدها عقلها المسموم إلي أفكار شيطانية سوف تتخلص فيها من كابوسها المزعج !
انهت فرح عملها وأصبحت شقة أخيها في غاية الروعة والجمال .
مرت الأيام وكانت فرح تقضي ليلاً نهاراً تفكر فيما خططت له .
كان لفرح صديقاً قديماً يعمل بشركة الهواتف المحمولة .
اتصلت فرح بصديقها وطلبت منه ان يساعدها في معرفة رقم هاتف هازان بعدما تذكرت أسمها كاملاً حينما كانت تقرأ أخبارها وأخبار والدها بالجريدة القديمة .
طلب صديق فرح بأن تنتظره لمدة ساعة حتي يبحث جيداً ثم يخبرها بعد ذلك بما فعل .
مرت ساعة كاملة واتصل صديق فرح يخبرها برقم هاتف هازان وعنوانها .
فرحت فرح ولمعت عينيها ثم بدأت في تنفيذ خطتها .
أشترت فرح بطاقة برقم هاتف جديد ثم سحبت بطاقتها القديمة ووضعتها بدلاً منها .
هاتفت فرح هازان من تلك البطاقة وغيرت من صوتها .
أخبرت فرح هازان بأن ياغيز يخونها في إحدي الشقق مع صديقة من صديقاته القدامي ويجب أن تحضر فوراً ولا تخبره بذلك حتي تضبطه متلبساً ثم أخبرتها بالعنوان وأغلقت الهاتف علي الفور .

شهقت هازان واحمرت عينها غضباً حين سمعت ذلك الخبر الذى وقع عليها كالصاعقة وهرولت  وأرتدت ملابسها علي الفور وسحبت حقيبتها ونزلت الدرج بسرعة لتستوقف أي سيارة أجرة تجدها في طريقها  لتوصلها إلي ذلك العنوان  .
دخلت فرح غرفة أمير وهي تسير علي أطراف أصابعها وسحبت هاتفه ببطء وأغلقته بسرعة فلم يشعر بها حيث كان يغط في في نومٍ عميق .
أكملت فرح باقي خطتها وغيرت من صوتها ثم أتصلت بياغيز لتخبره بضرورة الحضور  وأخبرته بأن صديقه قد تعرض لأزمة مفاجئة ثم اغلقت الهاتف .
اتصل ياغيز مرة أخرى بذلك الرقم ولكنه لم يرد .
أمسك ياغيز هاتفه وأحضر رقم أمير وظل يهاتفه كثيراً ولكن هاتفه كان خارج الخدمة .
نزلت فرح من شقة أمير قبل وصول هازان وتركت باب الشقة مفتوحاً وذهبت تراقبهم من بعيد وتنتظر .
وصلت هازان  إلي العنوان ونزلت من السيارة والشرر يتطاير من عينيها  .
شاهدت فرح حضور هازان وأبتسمت وأنفرجت شفتيها فقد علمت جيداً أن خطتها تسير علي ما يرام .
صعدت هازان الدرج إلي العنوان المذكور ووجدت باب الشقة مفتوحاً قليلاً فلم تطرق الباب ودفعته حتي يتسني لها التأكد مما سمعته !
بحثت هازان بالشقة فلم تجد أحداً ثم وجدت بهواً طويلاً في نهايته غرفة نومٍ متطرفة .
دفعت هازان الباب بقوة وقبل أن تصرخ عليهما وجدت رجلاً نائماً بملابس نومه ومستلقياً علي بطنه وملامحه غير واضحه  .
أشعلت هازان الضوء لترى جيداً من هو النائم أمامها علي ذلك الفراش ؟
فتح أمير عينيه بصعوبة وفزع حين رأي هازان واقفة أمامه ثم هب ناهضاً من فراشه وهو لا يكاد يصدق عينيه مما رأه ثم سألها متعجباً : هازاااااان ؟
ما الذى أتي بك انت إلي هنا ؟!
شهقت : هازان قائله بل ما الذى اتي بك إلي هنا ؟!
اجاب أمير بثقة هذه شقتي .
وقفت هازان وهي ترتجف وتلعثمت الكلمات في حلقها وهي تشرح لأمير ما حدث معها ، كان التوتر واضحاً علي ملامح هازان ولم يفهم أمير منها شيئاً  .
هدأ أمير  من روعها وأجلسها علي أريكة بداخل غرفته وذهب ليجلب لها كوباً من الماء .
في تلك الأثناء وأثناء خروجه أصطدم أمير بصديقه الذى حضر مسرعاً ووجد الباب مفتوحا أمامه  فأتجه بسرعة نحو غرفه نوم صديقه  ليطمئن عليه
شاهد ياغيز صديقه بملابس نومه وهازان تجلس علي أريكة في غرفة نومه فنظر إليهما وأتسعت عينيه وأذرفت الدموع التي تساقطت وحدها من فرط صدمته !
دخلت فرح الشقة وهرولت بسرعة نحو غرفة النوم فوجدت ياغيز واقفاً أمامها في ذهول وبجانبه أخيها ثم شهقت ووضعت يدها علي فمها من هول الصدمة حين شاهدت هازان تجلس أمامها وصرخت بها قائله :
ما الذى اتي بك هنا إلي غرفة أخي هااااازان هانم ؟!

الحب الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن