💞 الجزء السابع والستون 💞

943 39 1
                                    

ظلت صامته طوال الطريق تنظر بوجهٍ عابس ، وبعينٍ ذابلة شاردة الذهن!
ظل يحدثها ويحكي معها دون ان تسمعه فقد كانت في عالمٍ أخر !
حاولت تذكر تفاصيل وجههما أو حتي تفاصيل المكان الذي وضعت فيه .. ولكن الذكريات قد أستحالت أن تمر بذاكرتها في ذلك الوقت !
لم تتذكر سوي شريط ذكرياتها فقط مع ذلكـ العجوز الذي أستطاع بفعلته وجريمته أن يقضي تماماً علي ماضيها وأحلامها !
أفاقت من  علي صوت وقوف سيارته وعلي يد تمتد إليها لتمسك بها قائلا ً : هيا هازان لقد وصلنـا .. !
نظرت حولها وتلفتت يميناً ويساراً وظلت تتفحص المكان بعينها.
كان حيـاً فقيراً بسيطاً كان سكانه بسطاء للغاية نساء تعملن في بيوتهن إلي ان يأتي أزواجهن من عملهم بالخارج فيسهرون علي راحتهم.
كانت بعض النساء تجلس أمام بيوتهن يتهامسون علي المارة الغرباء الوافدين إليهم فكانوا يعرفون جميع من في الحي جيداً.
ظلت تسير بجواره تنظر إلي ما حولها ثم تنظر إليه وكأنها تخبره بأن هذا مسقط رأسها وجذورها .
شعرت هازان بحنينٍ جارف إلي ذلك المكان !
ظل يسير بجوارها إلي أن توقف عند بيتٍ عتيق جداً جدرانه مهلهلة، تغطيه الأتربة ورغم ذلك ظل شامخاً وسط مساكن الحي طوال هذه السنين !
مد ياغيز يده وفتح الباب.
تقدم  بخطوات نحو الأمام ثم اومأ برأسه لها أن تتبعه !
دخلت هازان إلي الداخل وبدأت تنظر علي الأثاث القديم ثم جلست علي أريكة متأكلة ونظرت حولها ورفعت عينيها إلي أعلي فوجدت صورة كبيرة معلقة علي الجدران تتوسط الحائط فهمت واقفة واقتربت منها وأمسكت بها وظلت تتأملها طويلا ً فأذرفت دمعة من عينها سقطت علي وجنتيها كان والدها يقف شامخاً يحتضنها وهو مبتسم ويحملها بيديه كان رجلاً طويلاً أبيض البشرة ذو عيون بنية اللون يحيط بذراعه سيدة في الثلاثين من عمرها تبتسم كانت أية من الجمال كان ينظر بوجه بشوش وبالذراع الأخري يحمل طفلته الصغيرة ثم تابعت تبحث داخل الغرف وقد عثرت في النهاية علي قرط وقلادة داخل الخزانة بجوارهما ألبوم صور يحوي صورهم وصوراً لها وهي طفلة صغيرة تبلغ من العمر بضعة شهور !
ألقت بعينها داخل الخزانة فوجدت جلباباً نسائياً مزكرشاً باللون الوردي كانت تغطيه الأتربه ولكنه رغم مرور السنين كان لازال يحتفظ برائحته .
أمسكت به وشمت رائحته واحتضنته فكان يحوي بداخله رائحة والدتها وفي تلك اللحظة لم تتمالك هازان نفسها وأجهشت بالبكاء.
كان ياغيز جالساً علي الأريكة ينتظرها بالخارج وما ان سمع صوتها حتي فزع وذهب سريعاً للداخل !
اقترب منها وسألها قائلاً : هازان.. ماذا حدث؟!
تحول بكاءها من النحيب إلي الصراخ وهي تقول : كلب.. وغد.. لقد حرمني منها لقد حرمني حتي ان اعانقها واشم رائحتها وقضي علي شرفها وسمعتها !
احتضن ياغيز هازان وهي مازالت تصرخ ثم قال : لهذا السبب لم ارغب بذهابك إلي هنا !
في تلك الأثناء دخلت الجارة بيناز علي صدي صراخها قائلة : من انتِ ؟
ثم دققت النظر إليها قائلة : من المؤكد إنكي هازان.
نظرت هازان إليها والدموع بعينيها ولم تعرفها !
أحتضنت بيناز هازان قائلة : تعالي في أحضاني يا أبنة المرأة الغالية .. تعالي يا من حملتك بيدي وأنتِ صغيرة وأطعمتك وانتِ لا تدري !
ثم قالت : كم كانت والدتك عزيزة علينا. فلعنة الله علي من حرمنا منها !
في تلك الأثناء أجهشت هازان بالبكاء مرة اخري حتي إنهارت من فرط بكاءها وسقطت ارضاً  وغابت تماماً عن وعيها !

الحب الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن