وصلت هازان إلي مديرية التحقيقات بسرعة ثم نزلت من السيارة وحاسبت السائق والغضب يغطي ملامحها ثم اتجهت إلي البوابة الرئيسية .
منع موظفي الأمن دخولها في البداية حتي أخبرتهم انها من طرف المحقق ياغيز إيجمان وأستشهدت بحارس مكتبه الذي تم إستدعاؤه علي الفور واعترف بذلك فتم دخولها بدون إجراء محاولة تفتيش واحدة .
دخلت هازان وقدمت طلباً إلي إدارة التحقيقات للسماح لها بزيارة المتهم مصطفي شامكيران بصفتها أبنته.
أستعلمت الإدارة أولاً عن إمكانية الزيارة من عدمها؟ حيث كان قد تم إدراج إسم المتهم مصطفي شامكيران من المتهمين الممنوع عنهم الزيارة طبقاً لتعليمات المحقق ياغيز من قبل !
تمت الموافقة علي طلبها بعد التأكد من السماح له بالزيارة من جديد وهذا طبقاً لتعليمات رئيس المحققين الذي قرر ذلك بعد إعترافه الأخير .
قاد ياغيز سيارته بهلع علي هازان فكان خوفه عليها في تلك اللحظة يفوق الحدود !
انفعل ياغيز من سائقي السيارات الذين كانوا يقودون أمامه وظل يسبهم وذلك من فرط توتره ورغبته الكبيرة في اللحاق بهازان قبل ان تورط نفسها بشيئاً لا يمكن حله بعد فوات الأوان !
دخلت هازان غرفة الزيارات وبعد قليل دخل شامكيران وقد تعجب من زيارة هازان له بعد إعترافه الأخير ولكنه في نفس الوقت فرح كثيراً وتمني أن تكون قد سامحته علي فعلته !
جلست هازان أمامه في البداية بكل هدوء ونظرت إليه ولكنه لم يتجرأ علي النظر إليها واخفض عينيه أسفل مطاطي الرأس في خجل !
عاتبته هازان في البداية قائلة : كنت أعيش معك طوال حياتي وكنت اجد منك اللامبالاة نحوي فكنت دائماً في أخر إهتماماتك ومع ذلك كنت ألتمس إليك العذر !
كنت أيضاً تنهرني وتضربني أحياناً حتي إنك لم تهمك سمعتي وما كانت تتهامس بها المارة من حولي ولم تبالي حتي كنت سأفقد مستقبلي بسبب أفعالك القذرة وكنت أيضاً لا تبالي !
تابعت هازان حديثها قائلة : حين اختفيت انفطر قلبي عليك وظللت ابحث عنك في كل مكان وجن جنوني حين لم نعثر عليك او نجد لك اثر وكل هذا وانت لا تبالي، لقد حاولت مراراً وتكراراً أن أكون أبنة جيدة لك رغم ما كنت تفعله وحاولت إعتبارك أبٍ جيد ولكنك مع الأسف لم تكن كذلك !
لقد قتلت ماضيي وأحلامي ومستقبلي الذي صنعته بنفسي. ، وللأسف لم تترك لي شئ جميل أتذكرك به وحرمتني من الإنسانة الوحيدة بحياتي التي كنت اتمني ان تبقي بجانبي تشاركني افراحي وأحزاني، بل حرمتها من شرفها وحرمتها من أن تموت بكرامتها وسمعتها الطيبة وحرمتها أيضاً من ان تفرح بأبنتها وحرمتني كذلك من السند الوحيد الأب الحقيقي الذي كان سيرعاني ويحتويني
ظلت هازان تحدثه وقد أخرجت ما بقلبها دون توقف .
نهضت هازان بعد ان أنهت حديثها ونظرت إلي حقيبتها وفجأة أمسكت السكين وقالت فيما بينها : يجب ان تدفع الثمن غالياً أيها الوغد !
امسكت هازان السكين ورفعتها إلي أعلي وقبل أن تغرزها بقلبه سمعت صوت الباب وشعرت بيدٍ قوية تمسك بيدها وتطوق ذراعيها فأستدارت وألتفتت نحوها فإذا به ياغيز قد جاء ليلحق بها قبل أن تتهور !
وقبل قليل كان ياغيز قد وصل إلي مديرية التحقيقات وظل يبحث عنها حتي علم من إدارة الزيارات إنها بالداخل !