💞 الجزء السبعون 💞

1.2K 42 0
                                    

لم يدرى هل الحب يحدث هكذا دون سابق إنذار  ؟!
لم يتخيل من قبل إنه في يوم سوف يدق قلبه لإنسانه بهذه الصورة !
ظل يتأملها وهي نائمة كانت جميلة حقا فقد سلب جمالها عقله وقلبه !
أتصل ياغيز بوالديه يخبرهم بأنه سافر فجأة لمهمة خارج إسطنبول مرتبطة بعمله وأخبرهم بألا يقلقوا فسوف يعود قريبا .
تقلبت هازان فى فراشها وفتحت عينيها وظلت تتأمل وتحدق كل شئ موجود حولها فوجدت نفسها نائمة في غرفة واسعة علي سرير كبير بشراشف ناعمة ملمسها كالحرير وأثاث فخم يذكرها بغرف الملوك يحيط به مقعد وأمامه مرآة كبيرة دائرية وخزانة كبيرة بلونها البني ونافذة واسعة يغطيها ستائر بيضاء منقوشة عليها ورود مطرزة بخرز بني .
ظلت للحظات تحدق بما حولها وتحاول بعقلها أن تستوعب المكان الذي يحيط بها حتي أفاقت وأستردت وعيها وقامت مفزوعة حين شاهدت المحاليل الملحية معلقة بجوارها ملتصقة بها !
همت واقفة وحاولت النهوض علي قدميها ولكن قدميها لم تسعفها علي النهوض فأرتطمت بالمنضدة الصغيرة التي كانت أمامها وسقطت !
سمع ياغيز بالخارج صوت الإرتطام ففزع وهرول بسرعة نحو غرفتها .
شاهد ياغيز هازان ساقطة علي الأرض فحين شاهدته نظرت إليه متوسلة ثم قالت : ياغيز ألحقني أين أنا ؟!
ركض ياغيز نحوها ورفعها وأسندها حتي أستلقت علي السرير قائله : أين نحن ياغيز ؟!
ياغيز : أطمئني هازان أنتِ في شقتي لا تخافي .
ثم أكمل حديثه وأشار بيده ليطمئنها قائلا : سوف أرحل بعدما تستردين صحتك وقوتك .
هدأت هازان وقد أرتاح قلبها ثم أبتسمت وقالت : أنا لن أخاف مادمت معي ياغيز .
أبتسم ياغيز هو الأخر ثم قال : حسنا .. خذى راحتك
هازان : ذكرني ماذا حدث ؟!ياغيز : لا شئ هازان لقد سقطتي وتعرضتي للإغماء فحملتك ولم أذهب بك إلي شقتك خوفا عليك وخاصة عندما ذكرتي بأنك لا تريدين الذهاب هناك ، فجئنا إلي هنا .
هازان : أوها ياغيز بيك هذه هي أول مرة أسمع فيها أن لديك شقة جميلة في حي راقي مثل هذا .
ضحك ياغيز بمكر قائلا : لم تأتي الفرصة لأخبرك فهي شقة مغلقة لا أتردد عليها كثيرا إلا حينما أريد البقاء بمفردي بعيدا عن الزحام والضجيح .
شهقت هازان ووضعت يدها علي خدها فأرتعد ياغيز قال : ماذا بك ماذا حدث ؟
هازان : كل أشيائي وملابسي هناك ماذا سوف أفعل ؟
ضحك ياغيز ثم قال : لا تقلقي يمكنني الذهاب إلي هناك وإحضارها جميعا .
هازان : حسنا من فضلك ياغيز أذهب الأن فليس لدي أي شئ .
ياغيز : حسنا .. أكتبي لي ما تريدنه في ورقة لأذهب وأجلبه إليكي .
هازان : لا تنسي بيجاماتي وتنوراتي والبنطال الأسود .. أقول لك أجلب لي الخزانة بأكملها ولا تنسي الكريمات ومساحيق التجميل .
ضحك ياغيز ثم قال : حسنا .. حسنا سوف أجلب لك الغرفة بأكملها .
ياغيز : حسنا هازان أنا ذاهب وأرجو ألا تجهدى نفسك كثيرا ولا تذهبين إلي مكان دون أن تخبريني .
هازان : حسنا لا تتأخر سوف أقوم بإعداد شيئا نأكله .
ياغيز : حبيبتي لا تجهدى نفسك فأنت مازالت متعبة وسوف أقوم بكل شئ بعد عودتي  .
هازان : أطمئن لقد أصبحت بخير ثم أنا لا أحب الرقود في السرير كثيرا فأريد أن أحرك قدمي حتي أتعافي .
ياغيز : حسنا .. كل شئ موجود داخل الثلاجة وبالمطبخ فأثناء نومك ذهبت إلي متجر المأكولات وقمت بشراء كل ما تحتاجين إليه .
أبتسمت هازان إلي ياغيز وقالت : أنت حقا رجل ماهر يعتمد عليك .
ثم قالت : هيا .. هيا لا تضيع الوقت ثم أسمع لا تتأخر فأنا أخشي أن أظل بمفردى .
أبتسم ياغيز ثم قال : لا تخافي فكل شئ موجود لديك .. أشعلي التلفاز أوتصفحي الأنترنت وإذا أرادتي أن تجلسين في الشرفة ستجدين المنظر والإطلالة رائعة .
ثم ودعها وذهب .
حقا كان لديه حق فقد وقفت هازان تنظر من الإطلالة الزجاجية التي تطل علي أسطنبول بأكملها وقد بهرها منظرها الرائع الجميل خاصة في الليل .
ذهبت هازان إلي المطبخ وفتحت الثلاجة فوجدتها ممتلئة بكل شئ فشردت قليلا ثم أبتسمت قائلة : حقا أنا سوف أموت جوعا ثم أخرجت منها قطع من اللحوم التي يمكن شواءها ، وأخرجت أيضا ثلاث حبات من الطماطم والخيار والجزر وبعض أوراق الملفوف بالإضافة إلي الفلفل الحار وذلك لإعداد طبقا مخصوصا من السلطة التركية وسلة كبيرة كانت تحمل الخبز فأفرغت منها ثلاثة أرغفة من الخبز ووجدت كيسا مغلفا من المعكرونة فقامت بتسخين الماء وبدأت تقوم بتحضيره فكانت تعشقها كثيرا مع حبات الطماطم وعلب الصلصة .
ظلت هازان تعد كل شئ حتي مر الوقت و كان كل شيئا جاهزا .
بعد قليل جاء ياغيز يحمل حقيبة سفر كبيرة أشتراها قبل ذهابه ليضع فيها جميع محتويات هازان وأدواتها وملابسها .
وفور دخوله إلي البيت شم رائحة جميلة تخرج من المطبخ ففرح كثيرا ثم قال : أها .. هل سيدة البيت تستطيع أن تطهو أم سنقضيها أكلات سريعة ؟!
ابتسمت هازان وقالت : هيا لتعد معي المائدة ولا تتحدث كثيرا قبل أن تتذوق وتحكم بنفسك .
ذهب معها ليعد الأطباق وقامت هازان بملء الأطباق وياغيز يحملها ويشم الرائحة قائلا : أها حقا رائحة الطعام تأخذ العقل !
بعد لحظات كان الأثنان جالسان علي المائدة مقابل بعضهم ينظر كلاهما للاخر وقام  ياغيز بإلتهام الأطباق الموجودة أمامه فكان حقا طعامها شهيا لدرجة أنسته أصول الذوق والأتيكيت التي طالما كثيرا أعتاد عليها .
فرحت هازان لأن الطعام حاز علي إعجابه ثم قامت وحملت الأطباق إلي المطبخ لجليها .
رفض ياغيز أن تجهد نفسها أكثر وطلب منها ان تتركهم له وتذهب هي لإفراغ الحقائب وإعداد أشياءها وترتيبها في الخزانة الموجودة بغرفتها .
ذهبت هازان ووضعت بالخزانة ملابسها واحدة تلو الأخري ووضعت علي التسريحة بعض الكريمات والدهانات ومساحيق التجميل التي تستخدمها ثم شعرت بالإجهاد والتعب فأرادت الإستحمام من فرط التراب العالق بجسمها مما فعلته ؛ فقامت بتجهيز بيجامتها ووضعتها علي السرير وأسدلت شعرها
وذهبت إلي الحمام بعدما تأكدت من جلوس ياغيز بالشرفة يحتسي القهوة التي صنعها بنفسه بعد جلاءه للصحون .
حدثت نفسها وهي تلتفت إلي الشرفة قائلة : ولتأخذي دشا سريعا قبل أن ينتبه .. هيا .
دخلت هازان وقد ملأت البانيو بالماء الدافئ والشامبو الذي كان برائحة الورود ثم أرتمت به وظلت تسبح فكانت حقا تحتاج إلي الماء الذي يروي جسدها .
ظلت تسبح كثيرا ونسيت نفسها ثم قامت بسرعة وحكت جسمها بالصابون والشامبو وغسلت شعرها وشطفته ثم غسلت جسدها بالماء ولفت حول جسدها المنشفة بإحكام وهمت خارجة .
وفي أثناء خروجها وهي تنظر نحو الشرفة لتراقبه أصطدمت به فعادت بسرعة إلي الخلف
وتسمرت مكانها من هول المفاجأة !!

الحب الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن