خرج أمير غاضبا من بيته فوقفت فرح امام والدها وظلت تعاتبه وتلومه علي ما فعله ولكنه في النهاية لم يقتنع بحديثها .
هاتف امير ياغيز وهو يقود سيارته غاضباً وقص عليه ما حدث .
حزن ياغيز كثيراً مما حدث بينهما وطلب من صديقه ان يهدأ ويحاول الحديث معه في وقتٍ اخر !
هاتفت فرح أمير لتطمئن علي احواله بعد ما حدث .
اخبر أمير اخته أنه سيمكث في شقته لفترة حتي تهدأ الأمور بينهم ويشعر والده بالخطأ الذى أرتكبه معه وبالحرج الذي سببه له وٱنه لم يعد صغيراً .
فرح : حسنا حبيبي أهدأ قليلاً وانت تقود السيارة ولا تقلق فلن اتركك وحدك وسأظل بجانبك .
اغلق أمير هاتفه وانطلق نحو شقته الموجود بحي الزهور بأسطنبول .
وصلت هازان إلي الشركة و دخلت مباشرة إلي مكتب المدير وهي تسير بخطوات متباطئة تقدم خطوة وتتراجع خطوتين .
ظنت هازان انها سوف تستمع إلي كلاماً لاذعاً يبوخها فيه عن تغيبها عن العمل طوال الفترة الماضية .
فوجئت هازان بترحيبه لها وإطمئنانه علي أحوالها حيث سمح لها أيضاً بالعودة لممارسة عملها .
تعجبت هازان مما حدث واتسعت عينها وغادرت مكتبه تنفيذاً لاوامره واتجهت نحو مكتبها في ذهول .
جلست هازان علي مكتبها وبعد قليل وصل كرم ووجهه عابساً ورحب بها علي إستحياء ، تعجبت هازان حينما شاهدت كرم بهذا الشكل ثم سألته ماذا بك ؟!
أخبر كرم هازان بأنه قادماً لتوه من المستشفي عند صوفيا وسمع أخباراً سيئة .
أرتعدت هازان لما سمعته وشهقت وطرقت بيدها علي صدرها قائله : هل حدث شيئاً سيئاً لصوفيا ؟!
هدأ كرم من روعها قائلاً : اهدأي هازان لم يحدث شيئا كهذا فالأمر شيئاً أخر !
هدأت هازان وجلست ووضعت يدها علي صدرها واخذت نفساً عميقاً ثم سألته قائله : ما الأمر أخبرني ؟!
قص كرم علي هازان ما أخبره به مدير المستشفي وانهوأمره بسداد النفقات عنها حتي يسمحون لها بإستئناف علاجها .
حزنت هازان كثيراً من اجل صديقتها ثم قالت : لن أصدق أبداً ان هذه تعليمات الدكتور أمير فهو مستحيل ان يفعل ذلك وخاصة بعدما اوصاه ياغيز بحالتها وبعدما علم بظروفها واحوالها !!
علق كرم بإقتضاب قائلاً : لا يهم ذلك الان ، المهم إنه حدث !
صمتت هازان لبرهة ثم طمئنت كرم قائله : لا تقلق فسوف أخبر ياغيز بما حدث كي يستطيع أن يفعل شيئاً ويجد حلاً لتلك المشكلة .
كرم : ولكننا لا نريد أن نسبب حرجاً لسيادة المحقق ؟!
هازان : كرم ليس هناك حرجاً او ماشابه ذلك أنت لا تعرف ياغيز جيداً أطمئن سوف يصبح كل شئ علي ما يرام .
أنفرجت شفاه كرم وأطمئن وشكر هازان كثيراً علي مساعدتها .
أجابت هازان قائله : لا تشكرني علي ذلك فصوفيا أختي قبل أن تكون حبيبتك .
عاد ياغيز إلي القصر فور إنتهاء عمله وقد فرح حازم وسيفينش كثيراً بذلك .
صعد ياغيز لينال قسطاً من الراحة في غرفته فسمع همساً يأتي من غرفة أخته نيل .
اتجه ياغيز نحو غرفة أخته ليطمئن عليها فقد افتقدها كثيراً .
طرق ياغيز الغرفة فأغلقت نيل الهاتف سريعاً ثم فتحت له وشهقت حين رأته وعانقته طويلاً ثم احتضنها وربت علي ظهرها هو الأخر قائلاً : لقد أفتقدتك كثيراً أيتها الشقية ؟!
نيل : وأنا أيضاً أخي الحبيب أين كنت ؟!
ياغيز : كنت في رحلة عمل كما تعلمين .
أبتسمت نيل وغمزت أخيها بعينها وهي تقول : أتظنني صغيرة ولا أفهم شيئاً .
ضحك ياغيز ثم غمزها هو الأخر قائلاً : لهذا السبب أريد ان أعرف مع من كنتِ تتحدثين ؟!
نيل : هل أعتبر ذلك تحقيق يا سيادة المحقق ؟!
أبتسم ياغيز بخبث قائلاً : هل تعتبرين أن إطمئنان الأخ علي أخته الصغري تحقيقاً نيل ؟!
أبتسمت نيل خجلاً ثم بإقتصاب : اعتذر أخي لم أقصد ذلك لا عليك حبيبي اطمئن فقد كنت أتحدث مع فرح أخت أمير وقد أخبرتني بما حدث بينه وبين والده .
من فضلك ياغيز حاول أن تجد حلاً لهذه المشكلة ؟!
ربت ياغيز علي كتف أخته ثم قال : حسنا حبيبتي لا تقلقي وسوف أحل الأمر بنفسي .
ترك ياغيز نيل ثم اتجه إلي غرفته وبدل ملابسه وجلس علي فراشه ثم أمسك الهاتف وأتصل بها بهمس قائلاً : حبيبتي لقد أفتقدتك كثيراً منذ الصباح؟
ضحكت هازان بدلال قائله : وهل مر كثيراً علي وداعنا ؟
ياغيز : أنا افتقدك وأنت معي أساسا لقد أشتقت ٱليكي أشتقت للنظر في عينيكي اشتقت لرحيق شفتيكي !
ثم سألها : هيا أخبريني ماذا فعلتي اليوم بدوني ؟!