استيقظت هازان بعد أن قضت ليلتها ما بين الحسرة والألم وكانت الدموع تتساقط علي وجنتيها وعلي خديها الجميل فظلت تبكي علي الحال الذي وصل إليه والدها وهو في ذلك العمر وهي في حيرة وحزن ولا تدرى إلي الأن ماهي تهمته ؟! وعلي حالها أيضا وصدمتها في الحب وفي الشخص الوحيد الذى ظنت بينها وبين نفسها أن القدر قد بعثه إليها ليخفف ألامها ويحميها من صفعات الدهر .
مسحت دموعها وذهبت إلي الحمام وغسلت وجهها بالماء ثم وقفت أمام المرآة ومسحت بيدها البخار الذي كان عالقا بالمرآة المعلقة أمامها علي جدران الحمام وأخذت تنظر إلي نفسها مطولا في تحدي ثم تمتمت قائلة : يجب أن أنقذه مهما كلفني ذلك الأمر من ثمن !
ذهبت وأرتدت ملابسها لتذهب إلي عملها . . وصلت إلي المحطة ثم ركبت الحافلة التي أقلتها إلي الشركة .
دخلت هازان وجلست علي مكتبها وبعد قليل مر عليها كرم وألقي عليها تحية الصباح ثم سألها عن حال والدها ؟
أذرفت هازان دموعها وقالت : للأسف لقد أصبح في أسوأ حال !
سألها كرم ماذا حدث له ؟
قصت هازان علي كرم ما حدث لوالدها وأخبرته أيضا أنها سوف تذهب بعد انتهاء مواعيد العمل كي تعرف نتيجة الطلب الذي قدمته بالأمس لتعيين محامي عن والدها .
ربت كرم علي كتف هازان وأخبرها أيضا إنه لن يتركها بمفردها وإنه سوف يرافقها إلي هناك ولكن بعد زيارته لصوفيا والإطمئنان عليها .
وصلا هازان وكرم إلي المستشفي .. ترك كرم هازان ثم ذهب إلي الدكتور أمير ليطمئن علي أحوال صوفيا دخلت هازان غرفة صوفيا فوجدتها جالسة علي سريرها تتصفح جريدة وقد بدا علي وجهها الدهشة والرعب وهي تقول : مستحيل ان يكون هذا صحيحا .. مستحييييل .
شاهدت صوفيا هازان فأخفت الجريدة بسرعة وراءها ! لاحظت هازان ما فعلته صوفيا وتعجبت من ذلك ثم أصرت علي أن تعطيها الجريدة وتعلم ما بداخلها قائلة : لماذا فزعتي هكذا حين رأيتيني؟ وماذا كنتي تقرأين ؟!
صوفيا : لا شئ .. لا شئ
صرخت هازان في صوفيا وانفعلت عليها قائلة : صوفيا .. أعطيني الجريدة من فضلك ؟
صوفيا : لا يوجد شئ هازان صدقيني وهل هذه هي المقابلة التي تقابلين بها صديقتك التي لم تشاهديها منذ فترة ولم تطمئنين علي أحوالها ؟! الله الله !
في هذه اللحظة دخل كرم ثم نظر إلي صوفيا وهازان اللاتي تغيرت ملامحهم وقال : ماذا حدث ؟ ماذا بكم ؟!
أصرت هازان علي موقفها ثم قالت : حسنا .. لا تقلقي فسوف أعرف كل شئ
ثم خرجت مندفعة من الغرفة وسط توسلات صوفيا إليها وهي تناديها هازان .. هازان إلي أين تذهبين ؟!
كرم : ماذا بكما ؟! أنا لا أفهم شيئا .
صوفيا : أرجوك ألحق بها كرم ولا تتركها تقرأ الجريدة ؟
كرم : أخبريني لماذا ؟!
صوفيا : سوف أخبرك فيما بعد .. هيا بسرعة ..
نزلت هازان الطابق الأسفل ثم طلبت من الممرضات إعطاءها جريدة اليوم علي الفور .
اعطي الممرضات هازان الجريدة ففتحتها فشاهدت صورة والدها وقرأت العنوان الموجود بأسفلها
"القبض علي المتهم الذي اغتصب أمرأة وقتل زوجها ثم ادعي انها زوجته بعدما خطف ابنتهما "
وقع الخبر علي هازان كالصاعقة فلم تفهم شيئا وأرتعد قلبها وأرتجف جسدها بأكمله ثم سقطت أرضا !!
جاء كرم في تلك اللحظة وأمسك بهازان بسرعة وصرخ بالعاملين بالمستشفي طالبا منهم نقالة بسرعة .
وضع كرم هازان علي النقالة ثم ذهب للبحث عن الدكتور أمير بسرعة ولكنه للأسف لم يجده !!