نظر ياغيز إلي صديقه وضحك بسخرية وهو يتمتم بصوتٍ عالٍ ويشير إلي خده ويقول : هذا تأثير الصفعه علي الخد يا صديقي ؟! واعتقد انني استحقيتها تماماً !
رفع أمير حاجبيه متعجباً ثم قال : يبدو ان الموضوع كبير ويحتاج إلي شرح فلن اتركك حتي تقص لي ما حدث .. !!
تقول صفعة !! وتبتسم !! كيف ؟!
لقد قلقتني عليك ما الأمر يا صديقي؟!
ولماذا انت سعيد ؟!
ياغيز : قلت لك لأنني أستحقها !!
أمير : وما السبب ومن تجرأ علي فعل ذلك بياغيز إيجمان ؟!
ياغيز : بل بالأحري قل من فعلت ذلك بياغيز إيجمان ؟!
شهق امير وهو لا يصدق ثم قال : لا تهذي هل هي امرأة ايضا ؟!
ياغيز : نعم انها فتاة كنت أحقق معها في قضية ؟!
اتسعت عين أمير أكثر وفتح فمه من فرط الدهشة ثم قال : فتاة !! وتحقق معها في قضية ؟ !!
وكيف تجرأت تلك البنت علي فعل ذلك ؟!
ياغيز : في الحقيقة انا من أسأت معاملتها وجرحتها وتعديت حدودي معها !!
أمير : أوووه .. يبدو ان الأمر خطير !
أحك لي كلمة كلمة وحرف حرف !!
روي ياغيز لصديقه ما حدث منذ أن جلبتها الشرطة ورأها في الحجز وحتي قبلها وصفعته علي خده . انتاب أمير ضحكاً هيستيرياً حين سمع ما رواه ياغيز وخاصة بعد صفعة هازان له .
تعجب ياغيز وضحك هوالأخر ثم سأله : لماذا تضحك ؟
أمير : أضحك علي الصفعة يا صديقي والله احسنت البنت . ثم قال هل تتذكر ما تحدثنا به مراراً وتكراراً قبل
ياغيز : عن ماذا تقصد ؟
أمير : كنت دائماً أحدثك بأنه ليست جميع الفتيات نوعاً واحداً ولكنك لم تؤمن بذلك ابداً ؟! وكنت تحتقرهن جميعاً بل كنت دائماً تراهن معي علي عكس ذلك .
اعتدل ياغيز في جلسته وتكلم بثقة ثم قال : أوليس كلامي صحيحاً ؟! وكنت دائماً أنا الرابح في النهاية ؟
أجابه أمير : صحيحاً ولكن ليس هذا مقياساً للحكم علي جميع النساء فليست جميع الفتيات منحرفات كما تظن ! وقد جاءت من تلقنك درساً !
ضحك ياغيز ثم قال : هل انت شامتاً بي ؟!
أمير : بالتأكيد .. فالفتاة معها الحق في ان تدافع عن كبرياءها الذي كسرته فلو كنت مكانها لكسرت عظامك أيضاً ولن أكتفي بصفعة واحدة !!
تنهد ياغيز ثم قال : منذ أن عملت بتلك المهنة واصبح لدي شك بمعظمهن فقلما أتت إلي مديرية التحقيقات فتاة بريئة ! فأغلبهن ليس لديهن مبدأ ! وأسهل شئ لديهن المتاجرة بأجسادهن .
أمير : ليس دائماً فانت مخطئ ياغيز ولقد ساق القدر تلك الفتاة في طريقك حتي تتأكد انك كنت مخطئاً في تعميم حكمك علي الجميع ! فيجب ان تميز ما بين العاهرة بحق وغيرها !
ياغيز : أمير انا لا أؤمن سوي بالأدلة الواقعية الموجودة أمامي فقد جاءت هذة الفتاة إلي مديرية التحقيقات وهي متلبسة وشبه عارية وأمرت بتغطيتها بنفسي !
فقد تم ضبطها من شقة مشبوهة مع من مجموعة من الثملين والمشبوهين برعاية والدها فماذا كنت تريدني أن أظن ؟!!
وماذا كنت تتوقع ان أعاملها ؟
أمير : لا تنسي القانون ايضاً يا صديقي فلايزال المتهم بريئاً حتي تثبت إدانته ، فكان يجب عليك أن تعاملها معاملة البريئة في البداية حتي يثبت لك العكس !
ضحك ياغيز بتهكم وسخرية ثم قال : بعد كل ما ذكرته لك ماذا كنت تريدني أن افعل هل أرحب بها أم أدللها وأشجعها وأعاملها بلطف ؟!
أنها مشتبه بها يا صديقي .. مشتبه بها !
ومما زاد وغطي علي ذلك وزادني استفزازاً إنها كانت جميلة بدرجة كبيرة وفاتنة بجسدها الجميل وعينيها الجريئة وشعرها المنسدل علي ظهرها فظننتها مثلهن تتاجر بجسدها وتلقي به بين أحضان الرجال ! وانت تعلم إنني لا أطيق ذلك النوع من النساء ، ولم أصدق ما ذكره عنها الشهود فجميعها مجرد أقاويل يمكن التشكيك في صحتها وأنا لا أعترف سوي بالأدلة الملموسة فقط لذلك كان لابد من إجراء كشفاً عليها حتي أستطيع أن أتخذ قرارى !
أمير : وماذا بعد أن علمت بالحقيقة ؟! أريد أن أعرف ماهو شعورك بعد أكتشاف الحقيقة ؟!
ياغيز : لقد شُل تفكيرى تماماً ولأول مرة تألم ضميري من أجلها وشعرت ٱنني أخطأت بحقها !
وانتابني الفضول أكثر حولها لقد لفتت انتباهي بشخصيتها فهي فتاة جريئة واثقة من نفسها تناطحني الكلمة بالكلمة فلحسن حظها إنها كانت نظيفة فلو كانت عاهرة بحق لكنت سقيتها من العذاب ألواناً !!
أمير : فلماذا هي فالعاهرات كثيرات ولم تسقيهن من العذاب ألواناً كما قلت ؟!
ياغيز : كل واحدة تنال ما تستحق !
أمير ولكنك تتحامل علي الفتاة يا صديقي !
صمت ياغيز ومط شفتيه ونظر في الارض خجلا وألتزم الصمت ولم يجيب!
فأراد أمير أن يستفزه أكثر ثم قال : لقد شوقتني لرؤيتها فربما أقضي معها ليلة أنا ايضاً !!
ياغيز بغضب : لا تهذي انت الاخر قلت لك ٱنها ليست كذلك ! وأفضل شئ فعلته حين رأيتها إنني منعت الصحافة من النشر عن الحادث.
ضحك أمير لصديقه قائلا : مهلاً مهلاً ولماذا كل هذا الغضب من أجل أمرأة لا يربطك بها شئ ؟! ماذا حدث لك يا صديقي ؟!
تنهد ياغيز ثم قال : لن يهدأ لي بالاً قبل أن أكتشف عالمها الغامض وأتأكد من شخصها وقبل كل هذا أريدها أن تقبل إعتذاري كي يهدأ عقلي ويرتاح قلبي .
أمير :وهل تظن إنها ستتقبل إعتذارك ؟
ياغيز : أعرف إنها عنيدة ورأسها يابس وسوف تتعبني كثيرا وهذا ما يجذبني إليها ولكني لن أيأس ولن أستسلم !!