ذهبت وتركته بعد أن تلقي الصفعة علي وجهه ووقف ضاحكا يتابعها حتي ركبت الحافلة وانطلقت بعيدا ثم هم هو الأخر بركوب سيارته ، عاد إلي بيته فكان يوما مختلفا حقا ، صعد إلي غرفته وخلع ملابسه وأستلقي علي سريره وظل يفكر ويفكر حتي غلبه النعاس ثم غط في نوم عميق !
استيقظ في الصباح الباكر كعادته علي زقزقة العصافير التي تقف دائما علي نافذة غرفته ثم أخذ دشا باردا وأرتدي ملابسه الرياضية وحمل حقيبته متجها إلي النادي فكان يوم عطلته ولكنه في ذلك الصباح كان سعيدا ونشيطا علي غير عادته !
نزل من غرفته وألتقي بأسرته التي كانت مجتمعة لتتناول فطور الصباح كعادتها ثم ألقي عليهم التحيه وقبل والدته سيفينش واخته نيل علي خديها وقبل ايضا يد والده حازم وجلس ليتناول فطوره علي عجله فسأله حازم قائلا :صباح الخير ياغيز كيف حالك ابني فلم أستطيع رؤيتك طوال الأسبوع ؟
ياغيز : أسف بابا انت تعلم مقدار مسؤليتنا فطوال الأسبوع تحقيقات ولا نكاد ننهي قضية حتي تبدأ قضية أخرى .. !
حازم : وفقك الله ابني فأنا أريدك ان تهتم بعملك ولا تنسي انك ابن اللواء السابق حازم إيجمان الذي لم يفشل ابدا طوال حياته في توليه قضية فأعمل جاهدا لتثبت وجودك بين زملائك المحققين .
ياغيز : لا تقلق بابا فمن في مديرية التحقيقات أوفي تركيا بأكملها لا يعرف من هو ياغيز إيجمان ؟
قاطعتهم سينفش وهي تنظر إلي ياغيز قائلة : أنا لا يهمني كل هذا كل ما يشغل بالي أن أراك سعيدا في بيتك ومع زوجتك فقد نفذ صبري ياغيز حقا !!
ضحك ياغيز ساخرا ثم أجابها ليس الان امي ولا تشغلي بالك بي يكفي ان تفرحي بنيل أولا .
قاطعتهم نيل : لا تفكروا بي الأن فيجب ان انهي دراستي الجامعية أولا .
تمتم حازم ساخرا ثم قال : وهل معهد الكونسرفتوار والعزف علي البيانو دراسة جامعية ؟
ياغيز : اتركها يا أبي فهي تخطط ان تكون فنانة المستقبل !
نيل : لا تسخر مني أخي فسوف أكون وسوف ترون جميعا .
ضحك ياغيز وحازم وهم ينظران إلي بعضهما ويتغامزون ثم قالا هذة نيل مازالت تعيش في عالمها الملئ بالأحلام !
ثم نهض ياغيز بعدما انهي فطوره وهم ذاهبا إلي النادي حتي يلحق بصديقه الذي ينتظره هناك !
وصل ياغيز إلي نادي العائلات التركي ، كان حقا نادي عريق جدا لا يدخله سوي الصفوة من العائلات التركية !
وحين دخل أشار إليه صديقه الدكتور أمير قائلا : مهلا ياغيز فأنا هنا !!
تبادلا التحيه وتعانقا بحرارة فهما لم يلتقيان سويا منذ فترة سوي في الأعياد والعطلات الرسمية ! فكان لكل منهم مسؤلياته وظروفه !
دخلا ياغيز وصديقه غرفة خلع الملابس وبدلا كلا منهما ملابسهما وارتدا ملابس التنس قميصا ابيضا بنصف أكمام وشورتا قصيرا نسبيا فكان الابيض دائما لائقا بلون عينيه حيث كان من المقرر ان يتنافسا سويا في مبارة التنس كما اتفقا من قبل !
في نهاية كل مباراة كان امير يفوز علي صديقه ياغيز إلا هذة المرة فكان ياغيز نشيطا علي غير عادته كما كانت الإبتسامه تعلو وجهه منذ ان استيقظ هذا الصباح !
تقبل أمير هزيمته بروح رياضية وهما يتضاحكان فيما بينهما وذهبا إلي طاولة كبيرة في النادي ، جلس ياغيز وجفف عرقه الذي كان متصببا علي جبينه بالمنشفة ثم طلبا كوبا من العصير وظل يبتسم جكارة في صديقه الذي لم يهدأ ولم يتركه هذة المرة وسأله ؟ خيرااا يا حضرة المحقق فلم أعتادك هكذا فما سر هذا التغيير يا تري ؟