أمسكت هازان بالقلم علي مكتبها وظلت تنقر به وهي شاردة بنظرات تائهة دون توقف حتي لفتت إنتباه كرم الذي ماراً بجوارها وعينه عليها ثم قال : هازان ماذا بكِ لماذا لا تعملين ؟!
انتبهت هازان لنفسها ونظرت حولها بتوتر ثم قالت : لا شئ كرم انا بخير سوف أعمل الأن !
نظرت صوفيا هي الاخرى لصديقتها وابتلعت ريقها وتابعت ما كانت تكتبه ولم تعلق !
افاقت هازان من شرودها وانتبهت لنفسها قبل أن ينتبه احدٍ أخر من أصحاب العمل وظلت تعمل دون توقف .
انهي عمله فلم يكن هناك أدلة أو تحقيقاً جديداً بل أنه ذهب إلي غرفة المراقبة الهاتفية والإلكترونية ووضع سماعات بإذنيه وظل يتابع ويراقب هواتف المجرمين المشتبه بهم ثم خرج بعدما سمع وعرف ما كان يريد معرفته .
وقبل ان يغادر مكتبه أستدعي الشرطي الذي كلفه بمراقبة والد هازان وسأله : كيف هو حال مصطفي شامكيران ؟ وهل هناك جديد ؟!
الشرطي : ابداً ياغيز بيك فلم يخرج الرجل من بيته منذ أن عاد إليه ؟!
ياغيز : هل صعد مرة أخرى إلي بيته هؤلاء الرجال الذين كانوا يزورونه كل يوم ؟!
الشرطي : لا ابداً لم أرى أحداً منهم قط .
ياغيز : حسناً .. أستمر في مراقبته كما كلفتك من قبل وإذا كان هناك جديداً فلتأتي وتخبرني به فوراً مفهوم ؟!
الشرطي : هو كذلك مفهوم ياغيز بيك .
ودع ياغيز الشرطي ثم تركه وغادر مكتبه متجهاً إلي موقف السيارات الموجود بمديرية التحقيقات حيث توجد سيارته !
ركب ياغيز سيارته وهو شارد الفكر وقد تحول لون عينيه إلي اللون الرمادي حين يكون شارداً وظل يفكر بهازان ولم يغب مشهدها مع كرم عن عينيه ، كان عائداً نحو البيت ولكنه غير ٱتجاهه ذاهباً بسرعة ٱلي شركة العطور الطبيعية .
انهت هازان عملها ورتبت نفسها جيداً ثم غادرت الشركة متجهة إلي موقف الحافلة الموجود بجوار الشركة ، طلب كرم من هازان أن تسبقه وتنتظره قليلاً هناك حتي يتمم علي المخازن بنفسه ويطمئن علي سلامة عهدته .
نظرت هازان فوجدت ياغيز واقفاً في الجهة الأخري ينتظرها وحين شاهدها اتجه نحوها واقترب منها وألقي عليها التحية فبادلته التحية بإقتضاب ثم أستدارت بوجهها عنه في الجهه المقابلة ،
ياغيز : هازان أريد أن أتحدث معك لأمراً ضرورياً .
ردت هازان بإنفعال وهي تنظر إليه : لا يوجد بيننا حديث .
أمسك ياغيز بأطراف أصابعها ثم قال : يجب أن تعطيني الفرصة لتسمعيني .
في تلك الأثناء خرج كرم من الشركة وشاهد ياغيز وهو ممسكاً بيد هازان التي سحبتها بسرعة ثم قالت : لن أستمع لك .
ركض كرم بسرعة نحو هازان ثم دفع ياغيز بعيداً عنها ونظر إليها ثم قال : ماذا حدث هازان ؟! هل ضايقك ؟!
وقفت هازان أمام كرم ثم قالت : لا شئ كرم لقد أخذ رداً علي سؤاله وهو سوف يذهب الان .
نظر ياغيز إليها ثم قال: لن اغادر هازان حتي تسمعيني ؟!
هازان : قلت لك ليس بيننا حديث ..من فضلك اذهب .
شرد كرم قليلاً ثم قال : دقيقة واحدة اعتقد إننا تقابلنا من قبل من أنت ؟!