عادت نيل إلي البيت وهي تتمتم بينها وبين نفسها بغضبٍ قائله : وقحة .. مجرمة كانت هي المتسببة في ذلك العذاب الذى كان يعاني منه أخي في الأيام الماضية !!
أصطحب ياغيز هازان كما وعدها أثناء مكالمته الهاتفية بالأمس وذهبا إلي بيت صوفيا كي يهنئونها علي شفاءها وخروجها من المستشفي أولاً ثم يحضرون حفل خطبتها هي وكرم ثانيا
أرتدت هازان في تلك الليلة أزهي وأنقي ثيابها فكانت جميلة حقاً كالوردة اليانعة أما ياغيز هو الأخر فلم يقل جمالاً عنها بل كان كالبدر في ليلة إكتماله !
غمرت السعادة الكبيرة والد صوفيا ووالدتها ووالد كرم هو الأخر وأهلهما بشفاء ابنته وخروجها من المستشفي .
رحب كرم بياغيز وعانقه وصافحه كما كانت صوفيا أيضا هي أسعد المخلوقات بتلك المناسبة وعانقت صديقتها كثيراً فهذا ما كانت تتمناه حقاً وتحلم به وهو أن يكون كرم من نصيبها يوما كما حلمت وتمنت .
ظل الجميع يحتفلون ويهللون بتلك المناسبة السعيدة وأقام أهل الحي إحتفالاً كبيراً بشفاء أبنة حيهم وأبنة أخيهم العم سامير والد صوفيا وظلوا يقدمون إليه التهنئة طوال الحفل .أرتدت فرح ملابسها في عجالة ثم ركضت خلف نيل مسرعة وحين وصلت إلي القصر رفضت نيل مقابلتها ورؤيتها كما أمرت الخادمات أيضاً بمنعها من الدخول !
صرخت فرح متوسلة للقاء نيل مما أزعج سيفينش وتعجبت له فتلك هي اول مرة تفعل فيها نيل ذلك فهي ليست من ذلك النوع من الفتيات التى لا يعرفن أدب وأصول الضيافة فهي لم تربيها علي ذلك ولابد وحتماً بأن الأمر خطير !
دفعت فرح الباب علي نيل بقوة فأنزعجت سيفينش وصرخت عليها بغضب قائله : فرح ماذا تفعلين هل جن جنونك ؟! أخبريني ماذا حدث ؟!.
خفضت فرح صوتها وأمسكت بمقبض الباب في خجل وهي تقول : لا شئ سيفينش هانم فأنا أريد أن أتحدث مع نيل في شئ ضرورى !
ذهبت سيفينش نحو الباب ثم طرقت الباب علي أبنتها برفق قائله : هيا نيل أفتحي الباب عزيزتي أريد أن أتحدث معك لتخبريني أيضاً بما حدث !
صرخت نيل بها قائله : أعتذر ماما فلا اريد التحدث مع أحد ..
ثم رفعت صوتها موجهه حديثها لفرح قائله : هيا أذهبي من هنا فلن أتحدث معك إلا في وجود ياغيز !
شهقت فرح وكاد عقلها يطير من رأسها وهي تقول : من فضلك نيل حبيبتي لا تتسرعي وتخبريه شيئاً قبل التحدث معك لقد حدث لبث وأخطأتي الفهم ؟!
صرخت سيفينش فيهما وقالت ماذا بكما ما دخل ياغيز بذلك الأمر هيا اخبرونى؟!
مرت الساعات وأنتهت الحفلة الجميلة ؛ ودع كرم وصوفيا التي كانت مشرقة وجميلة حقاً في ذلك اليوم هازان وياغيز وتمني كرم لهما أن يلحقا بهما ويظلا سوياً طوال العمر .
اصطحب ياغيز هازان إلي البيت ثم ودعها بقبلة رقيقة علي وجنتيها وأعتذر لها عن المبيت فلابد له من العودة إلي القصر كما وعد والديه !
هازان بخجل : حسناً حبييي لا عليك فقط هاتفني فور وصولك لأطمئن عليك .
قبلها ياغيز قبلة أخرى مودعاً إياها قائلاً : حبييتي لا تقلقي فلن يغمض لي جفناً حتي أطمئن عليكِ وأطمئنك .صعد ياغيز سيارته وأنطلق بها نحو القصر .
بعد قليل وصل ياغيز القصر وحين دخل وجد والدته وفرح تقفان علي باب غرفة أخته نيل ثم ركضت سيفينش نحوه مسرعة لتقول : ياغيز حبيبي ابني لقد جئت بوقتك فكنت سأهاتفك لتفهم ما يحدث !
فأنا لا أفهم شيئاً مما يدور حولي ولا يوجد واحدة منهن تريد أن تخبرني او تشرح لي ما يحدث !أرتبكت فرح حين شاهدت ياغيز وتمالكت نفسها بالكاد ثم أستأذنت مهرولة بالهروب وقالت بسرعة ليس هناك شئ ، إلي اللقاء سيفينش هانم .
وقبل أن تخرج جذبها ياغيز بقوة من معصمها قائلاً : إلي أين تذهبين فرح هانم ! لا يوجد ذهاب قبل أن أعلم ماذا يحدث هنا ؟ .
فرح ببرود : لا يوجد شئ ياغيز من فضلك أتركني وأترك معصمي .. إنها تؤلمني الله الله !
في تلك اللحظة أستمعت نيل إلي أخيها ثم خرجت مسرعة نحو الباب وهي تقول : بل يوجد فرح هانم !!
تسمرت فرح في مكانها وشهقت ووضعت يدها علي فمها وهي تتوسل إلي نيل وتقول : من فضلك أختى أصمتي ولا تتحدثي !!