عاد إلي البيت وألتزم غرفته ولم يغادرها مثلما أوصاه أمير وشدد عليه وحين سأله والده ووالدته عما حدث بوجهه أخبرهم بانه قد تعرض لحادث صغير بسيارته ولن يذهب إلي عمله اليوم ! وطلب منهم ألا يقلقوا عليه فسوف يستريح قليلاً وسيبقي بخير .
كان لازماً فراشه وهو يفكر بتلك الفتاة التي سلبت عقله وذلك الشاب البارد الذي يلازمها كلما رأها وكاد يأكلها بعينه وأخذ يتسائل فيما بينه : ما هي طبيعة العلاقة بينهم ؟ وهل تحبه مثلما يحبها ؟ فحبه لها شيئاً واضحاً كوضوح الشمس .
ولماذا يحترق قلبه كلما شاهدهما معاً ؟!
فتح التلفاز وأخذ يقلب فيه من فرط الملل فلم يعتاد علي البقاء في بيته ثم شرد كثيراً ، طرقت اخته نيل باب غرفته وحينما رأت وجهه أصابتها هيستريا من الضحك لم تتوقف وهي تقول : ماذا حدث بوجهك أخي ؟ هل كان وجهك طريقاً تدهسه عجلات السيارات ؟!
ضحك ياغيز ثم أمسك بوسادته وقذفها بها فركضت ضاحكة ثم خرجت مسرعة في الحال !
مر الوقت عليه بطيئاً وهو يفكر ويحدث نفسه وكاد أن يجن جنونه
ثم نهض سريعاً قال لنفسه : هل ستظل جالساً هنا لتفكر ؟!
هيا أذهب لتحصل علي جوابك لتقطع الشك باليقين ثم اتجه نحو خزانته وأرتدى ملابسه سريعاً !
تعجب والده حين شاهده خارجاً ثم قال : إلي أين أنت ذاهب ياغيز ؟!
ياغيز : لن أتأخر بابا وسوف أعود سريعاً لا تقلق !
كان قد تبقي علي إنهاء مناوبة هازان ساعة واحدة بينما ظلت معها صديقتها صوفيا في ذلك اليوم بدلاً من كرم الذي ظل ببيته طبقاً لتعليمات الطبيب .
أنهت هازان وصوفيا عملهم واتجهوا لركوب الحافلة ثم وقفوا علي موقف الحافلة ينتظروا قدومها وبينما هازان شاردة حتي غمزتها صوفيا وأتكأت علي يديها قائلة : أنظرى هناك لقد أتي !
هازان : من ... ؟!
صوفيا : وهل يوجد غيره !!
هازان بعدما رأته : لا تلتفتي إليه .
اقترب ياغيز منها وحين رأته هازان تأففت وتركت صوفيا وأندفعت بالسير إلي الأمام فأمسك ذراعها قائلاً : هازان لا تنسحبي أريد أن أتحدث معك ؟!
صرخت هازان في وجهه قائلة : لا تقترب مني ألم أقل لك من قبل أبتعد عني ؟! لا أريد أن أرى وجهك !
ياغيز : لن أبتعد حتي تجيبي عن سؤالي ؟
ما هي علاقتك بذلك الشاب الذي تشاجرت معه بالأمس ؟!
هازان : بل قل الشاب الذي أصبته في قدميه !!
لماذا تسأل عن شئ ليس من شأنك؟!
نظر إليها ياغيز متوسلاً ثم قال : أرجوكِ هازان أجيبيني ولو بكلمة واحدة ؟!
وضعت هازان يدها بخصرها وأجابت بضيق : نعم أحبه وسوف نتزوج قريباً .. هل لديك مانع يا سيادة المحقق ؟!
ياغيز : ليس صحيحاً انتِ تمزحين !
هازان : كيف أمزح معك !! هل نحن أصدقاء حتي أمزح معك ؟!
ثم نظرت إليه بإذدراء وأكملت : هل اخبرك بسراً ؟!
ياغيز : تفضلي !
نظرت هازان إليه من أعلي إلي أسفل ثم قالت : أنا أكرهك ولا أطيق رؤيتك بالمرة ، لا تخرج أمامي مرة ثانية وأحذرك لأخر مرة من التعرض لي ولحبيبي مفهوم !!
حزن ياغيز وهم مغادراً فقد حصل علي الجواب الذي كان ينتظره !!
كانت صدمته كبيرة بما سمعه بل لم يصدق أذنيه وظل ينظر إلي هازان التي تركته وأعطته ظهرها وأصطحبت صوفيا بجوارها وساروا في طريقهما نحو الحافلة بينما هو ظل شارداً يحدق فيها من هول المفاجأة وأثناء عبوره الطريق نحو سيارته أرتطمت به حافلة كبيرة فسمعت هازان صوت إرتطامها فجأة ونظرت إليه من بعيد ثم أرتعد قلبها وصرخت بأعلي صوتها : ياااااااغيييز !!!