طلبت هازان من صوفيا أن تذهب هي وتسبقها إلي البيت وسوف تلحق بها فيما بعد !
حذرت صوفيا هازان قبل ذهابها بأن تضبط نفسها ولا تتهور فأومأت لها برأسها بألا تقلق ثم عبرت الطريق وذهبت إليه !
أقتربت هازان منه ونظرت إليه بضيق ثم قالت : خيراً ما الذي أتي بك إلي هنا ؟ ومن أين علمت بمكان عملي ؟! أم إنك تراقبني ؟
وضع ياغيز نظارته الشمسية فوق رأسه ثم أتكأ علي سيارته وأجاب قائلا : لماذا أراقبك هل فعلتي شيئاً وإن أرادت مراقبتك هل سأفعل ذلك بنفسي ؟! وهل نسيتي ماذا أعمل وماهي وظيفتي ؟ أما الذي أتي بي إلي هنا هو أنني أريد التحدث معك ؟! فهل وقت سيادتك يسمح لي بذلك ؟!
شهقت هازان من خوفها ثم وضعت يدها علي فمها وردت بهلع ثم قالت : وهل حدث شيئاً لوالدي ؟ وألقت بحقيبتها أرضاً وأمسكت بجاكيته ثم ضربت بيدها علي صدره عدة ضربات وهي تصرخ وتبكي : ماذا فعلتم به أيها المجرمون ؟!
ضحك ياغيز وضمها إلي صدره وربت علي ظهرها وهو يقول : أطمئني فوالدك بخير لا يوجد شئ ؟!
سمعت هازان رده ثم غضبت ومطت شفتيها غيظاً ثم دفعته بعيداً عنها وألتقطت حقيبتها من الأرض ونهضت ثم عدلت ملابسها و قالت : وماذا تريد مني أيها الوغد ؟!
ضحك ياغيز علي ثورتها ثم قال : أعتذر عما بدر مني !
هازان : وأنا لا أقبل إعتذارك !! ولماذا تعتذر هل ارتطمت بي مثلاً دون قصد حتي تعتذر ؟!
انت طعنتني في شرفي وفي سمعتي يا حضرة المحقق ! ليس ما حدث بالامر الذي يمكن نسيانه أو التغاضي عنه ! كما إنني أيضاً لن أنسي ما فعلتوه بأبي ؟!
ياغيز : من فضلك هازان أنا فقط كنت أمارس عملي وأقوم بواجبي ليس إلا !
هازان : وهل عملك هو تجريح الناس وطعنهم في شرفهم وكبرياءهم ؟!
وهل مبادئك تسمح لك بأن تعطيهم الأمر بأن يعتدوا علي رجلاً مسناً ، سكير أو غير سكير لا يهم فإدمان الكحول هو ايضاً مرضاً أيها المحقق ويمكن علاجه !
ياغيز : معك حق في كل ما ذكرتيه ولكن غضبي منه كان يفوق الوصف فكيف لرجل أن يدير شقته للبغاء والعاهرات وأن يستخدم أبنته أيضاً في ذلك فكان شيئاً مقززاً ؟!
ولا تنسي هكذا هي معاملتنا للعاهرات .. ثم تأسف وقال : أو من نظنهم عاهرات حتي لا يعتقدون أن ما فعلوه بالأمر اليسير الذي يمكن بسهولة تمريره والتغاضي عنه فكان لابد أن أكون عنيفاً ولكنني أعتذر للمرة الثانية فلم أكن أصدق أنني يمكن أن أري فتاة شبة عارية تعيش في بيتٍ كبيت والدك أن تكون شريفة ولم يمسها بشر ؟!
هازان : وماذا إن انحرفت وانجرفت في تيار والدي ؟ هل سيكون رد فعلك هكذا !
ياغيز : لا طبعاً كنت سأقتلك بيدي !!
انفعلت هازان وجزت علي أسنانها ثم صرخت به وقالت وما شأنك أنت بي أنحرف أم لا ؟! هذا ليس من شأنك !!
كما انني لست مسؤلة عن إعتقاداتك ! .. الله الله
للأسف إلي هنا قد أنتهي عملي معك كما انتهي عملك معي من قبل وانتهي ايضاً حديثنا يا حضرة المحقق !
قالت كلماتها هاته وأعطته ظهرها وهمت بالمغادره ولكنه أسرع إليها وأمسك بمعصمها ثم دفعها إلي صدره وباغتها بقبلة عنيفة ، لم تستطيع هازان الإفلات منه فقد ذابت مع قبلته ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها ودفعته بعيداً عنها لتلتقط أنفاسها ثم أقتربت منه وصفعته بشدة علي خدة وألتقطت حقيبتها بسرعة وغادرت وهي تنظر إليه بإذدراء لتقول : وغد .. وقح !!
أما هو فوضع يده علي خده الذي صفعته إياه وظل ينظر إليها ضاحكاً !!