عادت هازان إلي بيتها و وهي شارده الفكر وكانت الفراشات تتراقص بداخلها وهي تتحسس شفتيها وتتذكر ما حدث فكان شعور جميل يجتاحها لم تشعر به من قبل واحساس جميل يتملكها ! وهي لا تدري لماذا ارتعد قلبها من اجله ؟!
وهل ما فعلته معه صحيحا ام خاطئا ؟! وكيف تصرفت معه هكذا وهي التي كانت ساخطة عليه ولا تطيق ان تسمع اسمه ؟!
لم تشغل هازان نفسها بتلك الافكار ولكنها ارادت فقط ان تظل شارده ولا تستيقظ من شعورها الجميل !!
صعدت الدرج وكأنها تطير فلم تشعر بطول المسافه من المستشفى اإلي البيت !!
وصلت هازان الى باب شقتها وامسكت بمفتاحها وادارته وفتحت ثم دخلت غرفتها في هدوء و لم تنتبه حتى الي ذلك الصوت الرخيم الذي كان يزعجها دائما !! وهو ينادي عليها هازان.. هازان فلم تلتفت اليه ولكنها كانت قد ذهبت إلي عالم آخر !! فدخلت غرفتها واستلقت على سريرها وظلت شارده الى ان غطت في نوم عميق !!
اشرق الصباح و سمح أمير لياغيز بالخروج واستكمال علاجه بالبيت ومن ناحية أخري اتصل ياغيز بإدارة التحقيقات يستأذنهم في أن يقوموا بإعطاءه عطلة من عمله لمدة يومين كي يستعيد فيهما صحته بالراحه والهدوء واستكمال علاجه داخل البيت .
اصطحب امير صديقه ياغيز بسيارته واوصله الى بيته وسط ذهول سيفينش وحازم اللذان ارتعدا قلبهما قلقا حينما شاهدا وجه ابنهما هكذا !!
وأقتربت منه والدته وهي تتفحص وجهه ثم وضعت يدها على فمها وسألت ياغيز في قلق وهي تقول : لا أكاد أصدق فمن المؤكد ان تطيب تلك الجروح ولكن ما يحدث العكس واثناء وقوفهما خرجت نيل من غرفتها ثم نظرت الى وجه اخيها واخذتها موجة من الضحك الهستيري التي لم تنتهي ولم تستطيع أن تتمالك نفسها على الجروح التي تتزايد في وجهه
غضب ياغيز من ضحكاتها وهمساتها ثم أنفعل عليها وقال : لا ادري ما الذي يجعلك تضحكين هكذا كلما تنظرين إلي وجهي فبالأمس كنت واليوم أيضا ؟
أجابت نيل وهل تعتقد ان هذا الأمر لا يدعو للضحك ؟
نظر حازم لنيل وسيفنش بنظرات غاضبة وصرخ فيهما بشده في أن يكفا عن الثرثرة والغمزات التي لا معني لها حتى يستطيع أن يفهم ويدرك ما حدث لابنه جيدا وما يحدث حوله ايضا .
قاطعه ياغيز قائلا : لا تشغل بالك ابي فسوف أكون بخير وليس هناك شيء جديد !!
في الصباح الباكر كانت صوفيا تنتظر هازان أسفل منزلهم ولكن ليس كعادتها بل كانت على أحر من الجمر هذه المرة !! وكاد فضولها ان يقتلها حتي تعرف ما حدث تفصيليا بالأمس !!