شعر أمير بالقلق حين شاهد إهتمام ياغيز الزائد بتلك الفتاة التي شغلت تفكيره وقلبت حياته ! وخشي في مخيلته أن يتطور الأمر لديه أكثر من ذلك فحاول أن يلفت انتباهه جيداً إلي عواقب الأمور التي سوف تؤول به ثم قال : ياغيز اشعر ان تلك الفتاة قد شغلت تفكيرك أكثر من اللازم !
ابتسم ياغيز إبتسامه ساخرة ثم قال : انت تبالغ كثيراً أمير فكل ما في الأمر إنها شخصية مختلفة لم أصادفها من قبل !!
أمير : نصيحة مني اترك الفتاة وشأنها فأنا أخشي عليك أن تنساق خلفها دون ان تدري فلا تنسي من أنت ومن هي ؟ فإنتما بالطبع تنتميان إلي عالمان مختلفان أنت من عالم وهي من عالم أخررر !!
ياغيز : لم أفهم مقصدك بالضبط ؟!
أمير : لا تنسي لأي عائلة تنتمي أنت ولا تنسي ايضاً من هو والدها والمستنقع الذي يعيش فيه ولأي عالم تنتمي !!
فلا تقوم بأفعال صبيانية وتطاردها في كل مكان وتنسي مركزك المهني والعائلي ثم تلاحقك الصحافة وتصبح وجبة شهية علي مائدة صحافة أسطنبول تشهر بإسمك وبإسم عائلتك كل يوم !!
فكن يقظاً ولا تغفل مركزك ومركز عائلتك أيضاً .
اتفق معك انها فتاة حسنة الأخلاق حقاً ولكنها في النهاية فتاة عادية تنتمي إلي الطبقة البروتالية لا تنسي ذلك !
ياغيز : أنسيت مع من تتحدث أمير ؟!
أنا ياغيز الذي دائما لا يلقي بالاً لتلك الشكليات التافهة ولا تؤثر في تفكيري وقراراتي بالمرة فمعظم الناس لدي متساوون ولا فرق بين شخص وأخر لدي إلا من خلال أفعاله وسلوكياته وليس حسبه أو نسبه أو مستواه المادي والإجتماعي .
وأعتقد انه ليس للفتاة ذنب في أن تولد مع أبٍ مثل ذلك الرجل وليست بسيئة حتي أخجل منها !! انت تعرف ان كل هذة أمور لا تشغل بالي او تهمني فيكفي الشخص الذي أتعامل معه بعقله وكيانه !
أمير : أنا ألفت إنتباهك يا صديقي حتي لا تنجرف معها في تيار الحب ولو انني اعتقد إنه قادم وأرى بوادره !
ياغيز : ٱن كان هذا هو الحب لفتاة مثلها فأهلاً به فلن أمنعه أو أحاول كبته فيكفي إنه شعور جميل لإنسانة تستحقه ولكن ليتها تسامحني أولا وترضي عني ويزول سوء التفاهم بيننا .
أمير : والله يا صديقي أنت تفتح علي نفسك أبواباً لا أعتقد إنه ستنغلق أبداً بل أعتقد إنك أيضاً تعوم ضد التيار !
ياغيز : دعك من كل هذا فكل شئٍ في وقته أفضل .
أنهي ياغيز حديثه وأرتشف ما تبقي من كوب العصير ثم نظر إلي ساعته ونهض واقفاً وأستأذن من صديقه وهم بالعودة إلي البيت فقد أنهك نفسه كثيراً اليوم في اللعب وفي الحديث فحمل حقيبته وعانق صديقه وودعه ثم اتجه إلي سيارته فركبها ثم انطلق مسرعاً !