أندهش ياغيز مما نزل على مسامعه وتسمر مكانه وأحمر وجهه من الغضب بعدما أوقف سيارته فجأة وهو ينظر إلي هازان في ذهول ثم قال : ماذا تهذى هازان ؟
ماذا قلتى ؟! كيف ستتنازلين عن الشكوى بعد ما فعلته بكِ ؟! هل انتِ فى كامل وعيك ؟!
كادت البنت ان تقتلك ؟! وانظرى أيضاً ما فعلته بأخيها ؟! هل سنتركها هكذا بدون عقاب ؟ الله الله !!
ربتت هازان على كتف ياغيز ونظرت إليه نظرة حانية فى رجاء وهى تقول : أهدأ حبيبى وأسمعنى جيداً : ما قررته هذا من أجل صديقك أولاً ، انت تعلم قدر تلك العائلة ومركزها داخل اسطنبول ثم انظر اين هو الأن ؟ وماذا سوف تؤول إليه حالته حين يعلم بمصير أخته ؟! أنا فقط لا أريد أن أحزنه أكثر من ذلك .
أمسك ياغيز يد هازان بقوة قائلاً : هازان لو كان أمير بمكانى كان سوف يفعل أكثر من ذلك .
ثم إنه لن يرضى بشئ أخر سوى عقابها أنتِ لا تعرفين أمير مثلما أعرفه جيداً.
أصرت هازان على موقفها قائله : ولكنى أتسامح فى حقى واعلم ما يمكن أن يفعله الحب بالإنسان ياغيز ؟
هذه البنت تحبك ويجب أن نلتمس لها العذر أرجوك اسمعنى ولا تغضب منها وأعطيها فرصة ثانية ولا تدمر مستقبلها .
تنهد ياغيز ونظر إلى أعلى ثم ألتفت إلى هازان قائلاً : ليس إلي هذه الدرجة هازان !
هذه البنت ليست فى حالة طبيعية وهذا الأمر ليس من إختصاصى فلا يمكننى أن أتلاعب بالقانون أنا رجل القانون فى المقام الأول ألا تعلمين وضعى ومركزى في هذه البلاد هل تريدينى أن أخالف ضميرى ؟! أسف هازان هذه مخالفة كبيرة ولا يمكننى فعل ذلك .
ثم انها يجب ان تتعلم الدرس جيداً حتى لا تكررها ثانية هل فهمتى ؟!
عبست هازان وقلبت وجهها ثم صمت ياغيز هو الأخر وقاد سيارته وأستكمل طريقه متجهاً إلى المستشفى.
وصل ياغيز وهازان إلى غرفة أمير الذى كان مستيقظاً لتوه.
ابتسم أمير فرحاً حين شاهدهما.
عانق ياغيز أمير كثيراً وأطمئن عليه وعلى أحواله نظر أمير إلى ياغيز ثم سأله : ماذا عن فرح هل تم القبض عليها ؟!
صمت ياغيز خجلاً ثم صارحه قائلاً : معذرة أمير لا تغضب منى ما كان ينبغى أن أفعل عكس ذلك ففرح قد تعدت حدودها كثيراً !!
عبس وجه أمير وصمت قليلاً ثم قال : معك حق صديقى أفعل ما تراه مناسباً فلن أشفق عليها فهى فى الأساس لم تشفق على نفسها.
ترك ياغيز وهازان أمير بعدما أطمئنا سوياً على حالته.
وَصَلَ ياغيز هازان بسيارته إلى البيت وهى ترجوه مرة ثانية وتقول : أرجوك حبيبي عدنى أن تفكر بكلامى ولا تكون قاسياً فلقد تعلمت الرحمة منك وقد غيرنى حبك كثيراً.
ابتسم ياغيز وأحمر وجهه ثم قَبلها قُبلة حنونة على وجنتيها وهمسها بأذنيها بصوته الدافئ قائلاً : لقد اشتقت إليك كثيراً.
خجلت هازان وهى تبتسم ثم ابعدته عنها قليلاً وهى تقول : هيا أذهب إلى عملك يا سيادة المحقق ولا تشغل بالك بما سوف يشتت إنتباهك .
ابتسم ياغيز ثم غمزها بعينيه قائلاً : لن ينتهى حديثنا الأن هازان هانم أعلمى ذلك !