الفصل الثالث

42.7K 2.7K 514
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث:

تعتلي فراشها تبكي بكاءًا مريرًا يكاد يمزق القلوب بعدما قام بحظرها أمس ولا تستطع الوصول إليه تاركًا إياها تتساءل مع نفسها عما فعلته معه كي تستحق هذا...لكنها لم تجد أجابه…
تحررت دموعها دون توقف حتى باتت عيناها حمراء كالدم…

انتشلت هاتفها القابع جوارها من جديد بأنامل مرتجفة وحاولت الوصول إليه دون جدوى…

تفاقمت شهقاتها وشعرت بوجزة بمنتصف صدرها..

ثم تناهى إليها صوت طرقات مُلحة على الباب صاحبها صوت "فجر" قائلة:
-اصحي يا داليدا...يلا عشان نفطر كلنا سوا....

لم تدري كيف تجيب عليها بصوتها الذي قد يفضح آمرها...فأنقذها رحيلها دون انتظارها إجابة فاعلة المثل مع البقية وشاركتها "وعد"بأيقاظ البقية...

ارتمت "داليدا" برأسها على الوسادة ثم جاءت بصورته وبنبرة امتزجت بين العتاب...الحزن...والأشتياق تحدثت مع صورته:
-ليه يا جابر عملت كدة؟ أنا عملتلك إيه؟ ده انا معملتش حاجة غير اني حبيتك...حبيتك من غير ما اشوفك...حبيت ملامحك..وحفظتها..
ليه توجع قلبي؟؟؟؟؟


*********


فتح "جابر" باب غرفته راغبًا بولوج دورة المياه..خطى خطوة واحدة فوجد "عابد" يفتح بابه هو الآخر.

توقفت قدماه عن خطي أي خطوة متقدمة متبادلًا النظرات معه…

ضيق "جابر" عيناه بمكر وبحركة سريعة حاول دفعه كي يسبقه بالولوج…

لكن يد "عابد" كانت له كالمرصاد..لم يسمح له...صائحًا:
-اوعى يا عم هتاخر على الشغل...

-مش واعي وعندًا فيك بقى عشان بتذلني انا اللي هدخل الأول وسع بقى..

خرجت "دلال" من غرفتها والهاتف على أذنيها تهاتف نجلاء…
رأت ما يحدث بينهم من تدافع بأجسادهم وسباق لمن يظفر بالدخول أولًا فقالت موجهه حديثها لاختها:
-طب اقفلي يا نجلاء دلوقتي وهكلمك تاني..اصل انا مخلفة عيال مش رجالة.. بيتخانقوا على الحمام..يعني حتى الحمام بيتخانقوا عليه مش عاتقين حاجة....

أغلقت معها ولم تعر اهتمام لما يفعلوه..واكتفت بالذهاب نحو الأريكة ومتابعة ما يحدث منتظرة نهاية هذا الأمر…

بينما قام "جابر" بغرز اسنانه بذراع "عابد" الذي يعيق دخوله..

صرخ "عابد" مردد بغضب وهو يزيل ذراعه:
-يا ابن العضاضة...دراعي ياض يخربيتك....

استغل "جابر" انشغال الاخر بذراعيه فابتسم بانتصار والتهم ما تبقى من خطوات تجاه المرحاض…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن