الفصل الواحد والثلاثون

26.8K 2.3K 370
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والثلاثون:

يسند بظهره على السور الحديدي من خلفه، يديه خلف ظهره، يترقب وصولها و وقوفها أمامه كي ينال منها ويلقنها درسًا لن تنساه على ما فعلته معه وجعله اضحوكة للجميع.
ثوانٍ فقط مضت حتى رآها تتقدم منه بخطوات واثقة لا تظهر أي شيء من خوفها الذي ينتابها مدركة فداحة فعلتها، فقد حذرها مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى، فالحديث معها مثل عدمه تمامًا.

زيفت قوتها التي انعكست على نبرتها، متسائلة بأنفعال طفيف:
-ايه السربعة دي، في إيه؟؟

وقبل أن يجيب عليها انتبهت ليداه المختبئة خلف ظهره، غمرها الفضول حول ما يخفيه فقالت بأعين ضاقت مخمنة:
-مخبي إيدك ليه؟؟ جايبلي هدية ولا إيه؟؟

قالت الأخيرة ببسمة واسعة لم تستمر لتذكرها فضحها له أمام الجميع فمن المؤكد أنه لم يجلب لها هدية…

تسلل الشك الى قلبها وتساءلت عن سبب صمته:
-أنت ساكت ليه؟؟

-بسمعك يا رعد، كنتي قولتيلي بقى انك ملكيش دعوة وأن لسانك هو السبب مش كدة؟؟

ازدردت ريقها وهي تهز رأسها بالأيجاب:
-اكيد، هو اللي بيكلم مش أنا…

هنا وأخرج ما يخفيه عن انظارها رافعًا إياه أمام عيناها والذي لم يكن سوى مقص كبيرًا معدنيًا دب الرهبة والذعر بجسدها..

سلطت انظارها عليه وهي تجد صعوبة بابتلاع ريقها بحلقها الذي بات جاف، مرددة بتلعثم بسيط وبسمة ساذجة:
-ايه المقص ده انت هتقص الشجرة ولا إيه؟

لم تمنحه فرصة للرد ملتفتة خلفها سارقة نظرة نحو الشجرة، توافقه على تلك الفكرة:
-تصدق فعلا الورق بتاعها كتر، عاش يا بطل، قُصها يلا.

احتل وجهه بسمة شيطانية وهو يميل برأسه للامام قليلًا يجيبها بشر:
-لا ما أنا هقص فعلا بس حاجة تانية..

عادت خطوة للوراء وهي تتساءل رغم إدراكها للجواب:
-حاجة إيه دي؟؟؟

رد دون تردد متقدمًا تلك الخطوة التي ابتعدتها:
-لسانك يا قطة..

تمكن منها الهلع رافعة سبابتها قبالة وجهه تحذره:
-اياك تقرب مني وربنا اقول عليك متحرش و اوديك في ستين داهية…

رد بلامبالاه:
-يا جدع طب اكدب كدبة نصدقها بقى هتحرش بيك انت يا اخ رعد، ده حتى عيب على شنبك…

وبتلقائية شديدة رفعت يدها تتلمس فوق فمها معقبة بسخط:
-شنبي!!! لا ده انت اعمى بقى، بقولك ايه لم نفسك متفكرنيش هسكت، وتهديدك الاهبل ده انا مش مصدقاه، ايه اللي عايز تقطع لساني، انت أهبل، عايزني ابقى خارسة ومعرفش اقولك اشف تاني….

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن