الفصل الرابع والخمسون

23.9K 2.3K 446
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والخمسون:

تجلس "دلال" على طرف الفراش...بملامح تعكس ما يحدث داخلها من انفجارات على وشك الفتك بها متذكرة تغزل تلك المرأة الوقحة بزوجها وعيناها التي كادت تلتهمه....مراقبة الباب تتوقع دخوله في أي لحظة ومصالحته لها...لكن هذا لم يحدث..وانتظرت كثيرًا حتى تفاقمت حالتها سوءًا ولم تعد ترى أمامها....

هبت من جلستها و انطلقت من الغرفة متجهة نحو غرفتها الذي يمكث بها وينعم بفراشها بمفرده الآن…

قبضت على المقبض وفتحته دون استئذان تنوي الصراخ بوجهه لتركه تلك المرأة تتحدث معه بهذا الشكل بحضورها..لكنها تفاجأت من نومه....

انكمش وجهها حنقًا وقالت مع ذاتها:
-اه يا خاين بقى أنا دمي محروق وانت نايم ومتهني..طب ماشي يا سلطان ماشي أنا هوريك انت وعيالك اللي سايبني وبينبسطوا.....

فارقت الغرفة وأغلقت الباب خلفها عازمة على تنفيذ شيء ما كي تحظى باهتمامهم مرة أخرى....

هب "سلطان" من نومه على صوت صراخها الذي يأتي من الخارج ويدوي بالمنزل...
لم يفكر أكثر ونهض سريعًا متجهًا نحو الصوت...تزامنًا مع خروج خليل و رؤيتهم لها ساقطة أسفل الدرج وتصرخ تألمًا وهي تمسك بقدميها اليمنى ويدها اليمنى وتتصنع بكائها الذي ظهر حقيقيًا خادعًا إياهم...

هرول خليل وسلطان نحوها ملتهمين الدرج...مستمعة لسؤال زوجها:
-ايه اللي حصلك ؟ انتِ كويسة..

تجاهلته وارتفع بكائها...فكرر سؤاله عليها:
-يا ولية مالك انطقي؟؟

مرة ثانية لم تجيب فتدخل خليل وسألها هو:
-مالك يا امي؟؟

رفعت يديها السليمة مشيرة نحو الدرج تجيب على ابنها:
-كنت نازلة على السلم وجيت على اخر عشر سلالم ادحرجت..وايدي ورجلي مش حاسة بيهم يا خليل..امك بتموت يا خليل...

تحدث خليل وسلطان معًا:
-بعد الشر عليكي.

سارعت بالأيجاب على الاخير بتهكم وحنق وسط بكائها:
-ملكش دعوة بيا..انت في حالك وأنا في حالي..

تجاهلها واقترب منها واضعًا يده خلف ظهرها والأخرى أسفل قدميها ينوي حملها واخذها إلى المستشفى... فصاحت به وهي تدفعه بعيدا عنها:
-ما قولتلك ملكش دعوة بيا...وبعدين هتشلني ولا إيه..لا محدش يشلني غير ابني...شيلني يا خليل..

تأفف سلطان ونفذ خليل على الفور:
-شيلها يا بني خلينا نخلص من ام الليلة دي..يلا...

وأثناء حمله لها نظرت لزوجها وتابعت تلك المسرحية:
-للدرجة مش طايقني يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل...طلعني يابني اوضتي...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن