الفصل الواحد والتسعون

26.4K 2.5K 411
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والتسعون:

-آه يا حيوان يا مهزق، إيه اللي بتقوله ده يا متخلف، أنت اهطل يالا هي دي فكرة مجنونة؟؟ دي فكرة منيلة بستين نيلة مش نيلة واحدة، ده أنت عايز تخربها فوق دماغي أكتر ما هي خربانة.

هلل عابد بتلك الكلمات وهو يلكز جابر بذراعيه مغتاظًا منه بعد أن استمع لاقتراحه والذي رآه سيء وخاطئ ولا يجوز فعله بالمرة.

دفع جابر يده التي تلكزه، معقبًا على تطاوله عليه ورفضه لاقتراحه:
-والله ما حد حيوان ومهزق ومتخلف واهطل غيرك، ده أنا عايز مصلحتك.

-مصلحتي!! أنت عارف لو عملت اللي أنت بتقول عليه ده إيه اللي هيحصل؟

إلتوى جانب فمه وهو يجيب عليه ببساطة شديدة:
-هترجعوا لبعض طبعا، يا بني أنا أفكاري وخططي دايما ناجحين ومحدش عملهم يعني طازة، بس أنت اللي بومة.

وبعصبية وانفعال قال عابد وعينيه تتلفت حوله:
-ناجحين ومحدش عملهم مين ياض يا، مش عايز اشتمك، طب اعمل إيه؟؟ ابطحك بحاجة واسيح دمك ولا اعمل إيه بضبط..

نفخ جابر بتذمر وقال بزهق:
-اوف كل ده عشان قولتلك اخطفها كام يوم وأنت وشطارتك تقنعها ترجعوا، أومال لو كنت قولتلك اتمسكوا قاعدين لوحديكم وأبوها يقولك التار ولا العار كنت عملت فيا إيه؟

اغمض عابد جفونه وسحب نفسًا عميقًا يهدأ من روعه واعصابه التي انفلتت..
لحظات وكان يفتح جفونه ويتحدث معه بهدوء مفتعل:
-بص أنت أحسن حاجة متفكرش ومتقترحش، اللي بتقوله مينفعش يا استاذ يا محترم، يااللي بتصلي وتعرف ربنا.

هنا وانتبه جابر على أن اقتراحه لا يجوز بتاتًا ولم يكن عليه اقتراحه فلا يصلح أن يفعل شقيقه هذا ويتواجد معها بالأيام بمفردهم وبمكان مغلق عليهم فقد انفصلا ولم يعد له الحق بهذا.

بلل شفتاه وحاول إصلاح الأمر قائلًا:
-معاك حق فعلا مينفعش، انا لسه مكتشف حالا أني مهزق وحيوان ومتخلف واهطل وكل اللي أنت قولته، بس اقولك على حاجة جتلي فكرة أحلى ومش هتبقوا فيها لوحدكم.

هنا ولم يعد يتحمل عابد أن يسمع منه أكثر، والتفت بحركة سريعة يبحث عن حجارة يقذفه بها..وبالفعل التقط واحدة صغيرة تلاها أخرى وهو يصرخ عليه بصوت عالي ويركض خلفه لا يبالي بتلك الأعين من حولهم والمتابعة لما يحدث لهم:
-غور يالا من هنا مش عايز اسمع منك حاجة، أبو شكلك يا أخي.

صرخ جابر يخبره وهو يركض منه:
-اسمعني بس وربنا فكرة حلوة، وهتخليكوا تكلموا وهي تسمعك، اسمع بس متبقاش حمار بديل كدة.

______________________

ذهبت أبرار رفقة خالد و وسام إلى منزل عائلتها  بعد أن وعدوا دلال التي كانت تمسك بهم بالعودة وتناول الغداء معهم..
فإلحاحها عليهم اجبرهم على الاستجابة لها وطمانتها وتأكيد عودتهم مرة أخرى.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن