الفصل الثامن والسبعون

25.9K 2.8K 458
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن والسبعون:

استيقظت «وعد» من نومها، وظلت كما هي مُمدة على الفراش لا تقدر على النهوض بعد..
حركت رأسها منتبهه لنوم القط بجوارها على الفراش، فأبتسمت عليه..مدركة مدى حبه نحوها.

تقلبت ونامت على جانبها توليه وجهها، رافعة يدها تمررها عليه بحنو وحب..متحدثة معه بصوت يشوبه النعاس:
-صباح الخير على اللي بيحبني وبينام جمبي يا ناس..طلعت امتى نمت جمبي ها..

فتح عين واحدة طالعها ثم عاد يغلقها مرة أخرى..فأزدادت ابتسامتها اتساعًا و انحنت برأسها لمستواه وطبعت قبلة على رأسه..

ثم تقلبت مرة أخرى وباتت نائمة على ظهرها تحدق بسقف الغرفة وبسمتها تختفي عن وجها تدريجيًا.
فلا تدري متى ستعود الأمور لما كانت عليه وتنصلح علاقتها مع حبيبها و زوجها «أشرف».

هزت رأسها وهي تعنف ذاتها فاخر شيء عليها التفكير به هو المصالحة..وعليها التفكير فقط في كيفية عقابه لما فعله معها وكيف جرحها وترك ندوب بقلبها..

"متخلفة، مفيش نتصالح..في اخاصمه وبس.. أنا مش هكلمه بجد ولا حتى هفكر فيه.."

انتهت من حديثها مع ذاتها ليصدح على الفور رنين هاتفها معلنًا عن اعتراضه وقراره الذي يعارض قرارها..

حركت رأسها تبصر هاتفها الموضوع على الكومود بجوارها، والتقطته بلهفة وكأنها تشعر بأنه هو.

وبالفعل صدق حدسها وعلمت بأنه من يهاتفها ويرغب في الحديث معها..

ظهرت الحيرة على تعابيرها..ورغبت بالرد والاستماع لصوته وتلبية نداء قلبها... وعندما شارفت على فعلها وضرب تعنيفها لذاتها بعرض الحائط و رفع الراية البيضاء…
لحقت ذاتها ونهرها عقلها..ولم تفعل سوى إنهاء المكالمة مبدية رفضها للحديث معه.

"لا مش هرد عليك..انا مخصماك بجد..وفعلا مش هكلمك ولا هرد عليك روح كلم أخوك بقى الكداب…"

زفر أشرف وتكاظم حنقه من فعلتها وحرمانها إياه من الاستماع الى صوتها..

سحب نفسًا عميقًا حبسة داخل صدره لثواني ثم زفره..

وظل يكررها عدة مرات حتى هدأ يخبر ذاته بأنها محقة ومعها كامل حق كي تفعل هذا فما فعله لم يكن بالهين..

"أهدا يا أشرف..ومتتعصبش..كل حاجة هتتصلح..وانهاردة مش هيعدي غير وانت مصالحها.."

رفع يده اليمنى و بأنامله بدأ يحك جبينه يعصره يفكر في شيء يفعله الآن..

بعد وقت من التفكير وجد ذاته يأتي بتطبيق
الـ(واتس آب) ويفتح المحادثة الخاصة بها..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن