الفصل الثامن والأربعون

26.4K 2.4K 435
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن والأربعون:

انعقد لسانها...وشلت أطرافها رغبت بالرد وأخباره بأنها لم تقل شيء….رغبت بالهروب من أمامه ودخول المنزل...لكنها ظلت أحلام فـ لا لسانها يتحدث ولا قدميها تتحرك ولو خطوة واحدة وكأن احدهم يثبتها بالأرض….

علت وتيرة تنفسها بعدما بات أمامها...لا يفكر في شيء سوى في كلماتها واعترافها التي ألقته عليه وصدمته بها والآن ترفض الحديث كأنها لم تفعل به شيء….

نفذ صبره ولم يتحمل الابتعاد أكثر….رفع يديه وأحكمها حول خصرها جاذبًا إياها على حين غرة….هامسًا لها جوار أذنيها بصوت يعكس مشاعره نحوها:
-انا مسمعتش غلط...أنتِ قولتيلي بحبك...انا مش بحلم ولا بتخيل...انتِ قولتيها…..وهتقوليها تاني...قوليلي أنك بتحبيني…قوليها يا وئام.

اعتصرت جفونها المغلقة تتلذذ بهذا القرب الذي لم يخطر بجالها بأنه سيحدث اليوم وعقب اعترافها الأحمق…..

وبدون وعي منها كانت تنفذ له مراده، قائلة بنبرة هامسة ويدها تعرف طريقها مبادلة إياه عناقة متشبثة به بقوة:
-بحبك يا عابد...بحبك.

تراجع خطوة واحدة مبعدًا رأسه قليلًا كي يستطع التمعن بوجهها وخاصة عيناها التي قامت بفتحهم وباتت تتلاقى مع عينيه….

مسح بيده على وجهها البارد...وبدون مقدمات كان يضمها مجددًا بقوة مضاعفة قائلًا:
-وانا بحبك أكثر... أنا عُمري ما تمنيت حاجة زي ما تمنيت قربك…..ولو أنتِ بتحبيني مرة فـ أنا بحبك الف مرة.

كانت تبادله احتضانه بقوة…متحدثة بذات الهمس والضعف بين يداه:
-بعدك عني بيدمرني..بيخليني مش طبيعية...ببقى عايزاك جمبي علطول... انا طول اليوم كنت مخنوقة...ودبلانة…. زي الوردة اللي متسقتش وكانت قربت تموت…. أنت الماية اللي سقتني..
ومن غيرها أموت….أنا بحبك يا عابد…..بحبك بجد..
بحبك أوي.

ابتعدت عنه تنظر بحدقتاه...وعلى الفور بات عشقهم المتحكم بهم...لم يبالي أحد بالمكان أو الزمان...لم يفرق إذا رأهم أحد...متبادلين القبل الشغوفة... المشتاقة..

اتسعت عين نضال وجابر المتابعين حتى الآن لما يحدث...بدءًا من تحدثها معه..ومجيئه من خلفها...واحتضانهم لبعضهم البعض...وبالنهاية تلك القبلة التي جعلت الغيرة تسيطر على "نضال" لعدم تمكنه أخذ تلك الحرية مع زوجته…

بينما همس جابر له بمرح وهو يبتعد عن النافذة:
-مش كنت عايز تبوس….ادي أخوك اللي متخانق بيبوس...شكلك خرا أوي…

كز على اسنانه وصاح بهدر:
-ماشي..ماشي...وربنا ما هسكت.

تحرك من مكانه قاصدًا مكان جلوس أبيها...فلحق به جابر ممسكًا بمرفقيه يوقفه قائلًا:
-أنت هتعمل ايه يخربيتك…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن