الفصل الواحد والخمسون

25.2K 2.3K 493
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والخمسون:

-يعني هي لما كانت بترد عليه كانت بترد تهزقه بس !

ردد "أشرف" تلك الكلمات بصدمة واضحة..

هزت وعد رأسها للاعلى وللاسفل تؤكد له، قائلة:
-آه..بس طبعا عابد لما شاف انها بتكلمه مفهمش ده..وفعل وضعية الحمار المتهور. علطول وقام مطلق البت.

حدقها بأعين نارية، مدافعًا عن أخيه باستماتة:
-لمي لسانك ها عابد معذور..وبعدين المفروض يعمل ايه وهو شايف مراته بترد على صاحبها وبتكلم معاه من وراه..ايه بيشم على ظهر ايده عشان يعرف ايه اللي كان بيحصل في المكالمة..

-لا مش بيشم بس كان يسمعها..يعرف ك

قاطعها بأستنكار مغمغم بعصبية واضحة:
-أنتِ بتقولي اي كلام على فكرة..
لأن لحظة الغضب والغيرة الواحد مبيفكرش...غضبه بيبقى عميه..ومسيطر عليه.. فأكيد مش هيركن غضبه ويقولها ايه يا حبيبتي رجعتي تكلمي صاحبك ليه...وبعدين إيه بتهزقه دي؟؟ هي متعرفش حاجة اسمها بلوك ؟!!

ردت عليه بأعين حانقة:
-طب انت بتزعقلي وبتتعصب عليا انا ليه دلوقتي؟؟ انا مالي.. هو أنا اللي قولتلها ترد وتكلمه..

-ما أنتِ بتعصبيني يا وعد...بقولك ايه انا نازل.. وهبقى اكلمك بليل سلام..

كاد يتحرك حتى ينزل عن تلك الشجرة لولا يدها التي مسكت بمرفقيه مغمغمة بلهفة:
-استنى يا أشرف عايزة اطلب منك طلب قبل ما تنزل..

انتظر وضيق عيناه بترقب، قائلًا:
-اشجيني.

ابتلعت ريقها وبنعومة شديدة كانت تخبره وهي تفرك يدها:
-هتوافق يعني على اللي هطلبه منك؟

-مش لما اعرفه الاول..ها قولي وهاتي اللي عندك..

عضت شفتيها بحماس ثم أخرجت هاتفها، مغمغمة بحماس وبسمة ارتسمت على محياها:
-عايزة نتصور سيلفي بقعدتنا على الشجرة..احنا مش كل يوم بنطلعها فلازم نستغل اللحظة دي..يلا…

-هو أنتِ ليه محسساني أننا في رحلة..يا شيخة..

كاد يطلق لفظًا قد يكون بذئيًا فجًا...

فأسرعت واضعة يدها على فمه مرددة بترجي:
-عشان خاطري يا أشرف..صورة واحدة بس..واحدة بس عشان خاطر وعد خطيبتك سابقًا ومراتك حاليًا وام عيالك مستقبلًا...

نظر بعمق داخل عينيها ومع هذا الترجي وتلك النبرة لم يعترض..بل هدأ روعه وارتخت ملامحه…

قائلًا بصوت مسموع وشبه بسمة:
-ماشي..بس واحدة بس…

تفاقمت ابتسامتها اتساعًا واقتربت منه..رافعة يدها بالهاتف...ملتقطة لهم تلك الصورة…الذي باغتها أثناء التقاطها لها..مقبلًا إياها على جبينها…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن