الفصل الثالث عشر

26.9K 2.3K 533
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث عشر:

لانت تعابير "داليدا" وأدركت صدقه للتو...معاتبة ذاتها على عدم انصاتها إليه وظلمها له....

أغمضت جفونها لبرهة ثم فتحتها خاطفة نظرة نحو "أبرار" والتي كانت تحدق بها بنظرات فهمتها الأخرى و وصل إليها مغزاها وكأنها تخبرها "أرايتِ ألم اخبركِ بذلك"

بينما اختفت بسمة "دلال" كليًا وعلمت ما فعلته من فضح أبنها أمام الغرباء...وأن لسانها قد خانها وجعلها تلقي الكثير والكثير من الترهات التي من المؤكد بأنها ستصيبهم بالريبة والحذر نحو "جابر"....

وصل إليهم صوت طرقات على الباب من الخارج...فأسرعت "داليدا" بالنهوض مستغلة تلك الفرصة متحججة بالفتح كي تهرب إلى غرفتها وتفكر جيدًا...

وقفت قبالة الباب تلتقط أنفاسها وشعور بالذنب يتخللها....مدت يدها وهي تنوي رؤية الضيف وايصاله نحو عائلتها ثم تهرول سريعًا…

انفرج الباب وظهر هو من خلفه ببسمة طفيفة لم تصل لعيناه....
لكن سرعان ما اختفت تلك البسمة المزيفة ما أن رآها أمامه....

تفاقمت أنفاسها ارتباكًا وبدأ صدرها يرتفع وينخفض.... سيطرت على ذاتها وأشارت إليه بذراعيها سريعًا للداخل...قائلة بتلعثم بسيط:
-اتفضل....

ولج خلفها واغلق الباب وما كاد أن يحرك شفتاه وينطق أسمها كي تتوقف ويتحدث معها حتى ظهر أمامه إحدى الفتيات مما جعله يلزم الصمت مؤقتًا....

رحب به الجميع والغريب بأن داليدا وجدت ذاتها تجلس معهم ولا تفارق تلك الجلسة....

بينما جلس هو جانب دلال التي التفتت إليه بأعين مدهوشة من قدومه، مغمغمة بصوت وصل للجميع:
-أنت إيه اللي جابك يا ولا؟!!!!

افتر وجهه عن بسمة مردفًا بكذب:
-اصلي صحيت من النوم ملقتش حد في البيت... والبواب قالي انك هنا....

ضيقت عيناها بعدم فهم، هاتفة باستنكار:
-نوم إيه وبواب ايه ؟؟؟ أنت مش صاحي من قبل ما أخرج وقولتلك اني رايحة للجيران....

اقتطف "نضال" نظرة واحدة نحو الجميع واثنين نحو داليدا....فقد كانت تتابع حديثهم مثل الجميع....وما اثار ذهوله أنها لا ترمقه بنظرات كسابقتها بل كانت متضاربة كليًا تلك المرة....

أجاب بصوت مكتوم ومن بين أسنانه مما تفعله والدته معه:
-صاحي ايه بس يا ماما...هو أنا شوفتك أصلا...أنتِ بتقولي إيه.....

انزوى ما بين حاجبيها وهتفت بأصرار وهي تمسد على جبينه:
-أنت سخن يا نضال؟! هو انت جالك زهايمر بدري بدري ولا إيه...هو مش انت بعضمة لسانك سألتني على اخوك جابر وانا رديت عليك وبعدين قولتلك عندك الاكل في المطبخ افطر واني رايحة لجيراني.....

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن