الفصل الثاني والعشرون

26.2K 2.4K 435
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثاني والعشرون:

"بـعـد مـرور يـومـان"

وقف "جابر" أمام سيارة مروان التي مرت من البوابة..عائقًا استمراره بالسير...قاذفًا لفافة التبغ الخاصة به أرضًا..وكأنه كان ينتظر أو يدرك بخروجه..

تقدم من باب السيارة ثم انحنى بجسده رافعًا يده مطرقًا بأنامله على النافذة المغلقة..

رضخ له واخفض الزجاج..وعلى الفور ابتسم له جابر بغلاظة مردد:
-سالخير يا عمي..

-نعم؟؟؟

قالها مروان بنفاذ صبر..حقًا لا يطيق ذلك الشاب..

عقب الآخر على أسلوبه معه متمتم:
-ايه نعم دي يا عمي..مش اسلوب ده على فكرة يا عمي..

تعمد تكرار كلمة "عمي" كي يغضبه…

صر مروان على أسنانه وأردف :
-عمك دبب..بطل تقولهالي بدل وحياة امي انزل اطبقلك وشك ده والعب فيه واخليك من غير ملامح…

تأفف بضيق وضجر مردد بأسلوب مرح استثار أعصاب مروان:
-ياااه عليك يا مروان لما بتتعصب..جرا ايه يا جدع ده انا حتى بحبك اكتر من ابويا وأمي..

ارتفع حاجبيه واتسعت عيناه معلق بتهكم واستهجان واضح:
-مروان؟؟؟؟؟!!!!!!! هو أنا بلعب معاك في الشارع ياض..ولا أنت هتصاحبني؟

-لا مش بصاحب رجالة أنا..يا اما بنات يا اما مفيش…

عطل مروان السيارة وشارف على الهبوط إليه..فاتحًا الباب..فـ لحق به ومنعه من الترجل مغمغم مغلقًا الباب:
-وربنا ما أنت نازل...ده انا بهزر معاك يا جدع وبعدين متبقاش حمقي اوي كدة..ده احنا هنبقى نسايب حتى..واخويا..توأمي هيتجوز بنتك عاجلًا ام أجلًا..

تلك المرة دفعه مروان وهبط رغمًا عن إرادة الآخر...صارخًا بهدر:
-اخوك مين يالا اللي هيتجوز بنتي…

ردد بنبرة مشاكسة سعيدًا بتلك المحادثة التي تحدث بينهم..وخاصة تلك الحدة والغضب اللذان يظهران على وجه مروان بفضل كلماته:
-عابد..اصله ناوي انهاردة يقطع عرق ويسيح دم...لو هتسألني يسيح دم مين فهقولك عريس الغفلة...وانا بصراحة اخاف على أخويا وميرضنيش يروح في الحديدة فقولت اجي واحذرك بقى يمكن تلحقه…

-آه فهمت..هو بعتك تهددني مش كدة؟؟

نفى برأسه يوضح له:
-محصلش..عابد سلطان مبيهددش..ده بينفذ..وانا فاعل خير..وعارف وحافظ أخويا..فـ انصحك تكلم العريس وتعتذر منه..قوله ميجيش ده لو خايف على نفسه..

دنا منه مروان مبتسمًا بسمة كانت حقيقية...لكن ظن جابر بأنها ساخرة يقصد بها التقليل من شأنهم..قائلًا:
-طيب قول لاخوك بقى يا حيلتها أن العريس هيجي يعني هيجي..وأعلى ما في خيله يركبه..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن