الفصل الثامن عشر

27K 2.4K 372
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن عشر:

خرجت "دلال" من باب المنزل واقفة أمامه تحديدًا جوار زوجها وجوارهم أبنائهم الخمس وتلك الفتاة المدعوة "فاتن" والتي لم ترحل بعد أن تعرف عليها "سلطان" وأصر على بقائها وتناولهم العشاء سويًا.....

بحث "عابد" بحدقتاه عنها...فـ على الرغم من جموده وبروده.. إلا أنه لا يستطع أن يوقف قلبه عن الخفقان من أجلها.....لا يدري لما لم تأتي هي وعائلتها..
ترى احدث شيء جديد...وارتكبت حماقة جعلت والدها يغضب ويثور؟ أم أن والدها يمنعها غير راغبًا برؤية جابر الذي ظهر كاذبًا في نظره...

تساؤلات عديدة لم يجد لها جوابًا لم يفيق منها سوى على صوت فاتن جواره متمتمة بخفوت كابحة غيرتها وغضبها:
-هما عيلة الحلواني جيرانكم؟؟؟؟

هز رأسه إيجابًا...فكزت على اسنانها وتمنت حضور وئام كي تراها جواره...وتجعلها تتلوى مثلما فعلت بها وحرقت قلبها....

بينما نظر "أشرف" نحو وعد فوجدها تبتسم له بخفوت...و دون أن يشعر قام بمبادلتها تلك البسمة مسببًا في إسعدها وشعورها بشيء ينتابها لأول مرة...

وعلى الطرف الآخر استغل نضال انشغال الجميع بتبادل التحية والتعرف على السيدات اللواتي يأتون لمنازلهم للمرة الاولى وسؤالهم عن مروان وعائلته...

مسترقًا النظرات نحو داليدا التي كانت تتجنب النظر نحوه ولكنها تتابعه بطرف عيناه وتلاحظ ما يفعله....محاولة عدم النظر إلى جابر كي لا تغضب...وتتذكر تلاعبه بها....

أما خليل فكان يطرق رأسه..ينظر نحو الرجال فقط من العائلة.....في محاولة أن يشغل نفسه ولا يغضب خالقة بنظرات لا تحل له.....

وقعت عين هناء والدة مروان على ذلك الشاب الفظ الذي تشاجر مع السائق الخاص بهم مسبقًا أثناء عودتهم من سفرهم...والذي لم يلاحظ ملاحظتها وتذكرها له فقد كان ينظر بساعة معصمه فـ خالد وابنه لم يأتيان بعد.

ضاقت عيناها وقالت بصوت مسموع مصوبة حديثها نحوه:
-أنت !!!!!!

انتبه الجميع فصاح جابر بتوتر طفيف مقتطفًا نظرة نحو أبيه:
-لا مش أنا....

تساءل أبيه منها عما إذا كانت تعرفه من قبل:
-حضرتك تعرفيه؟

اماءت برأسها مرددة:
-ايوة...اليوم اللي رجعنا فيه من السفر شوفته..ساعتها عدى من قدام العربية بتهور وكان معاه طفل صغير...وساعتها اتواقح معانا..وقل أدبه عليا...

أدركت "كوثر" للتو أين رأته؟؟؟ فلم تستطع التعرف عليه عندما جاء و وقف على أعتاب منزلهم منتظرًا مروان...

ارتفع حاجبي جابر مستنكرًا كلماتها مردد بهدوء مشيرًا بسبابته نحو نفسه:
-أنا يا هانم؟؟؟ انا لا يمكن اعمل كدة أو اقل ادبي على حد اكبر مني..بابا ربنا يخليه مربيني كويس..وبعرف احترم الناس المحترمة اللي زي حضرتك....

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن