الفصل الثالث والستون

24.6K 2.3K 457
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والستون:

وصل "خالد" بسيارته أمام بوابة الحرم الجامعي..شكرته فجر بطريقة مهذبة لبقة على إيصاله لهم..ثم ترجلت و وقفت على مقربة من السيارة تنتظر هبوط "أبرار".

وقبل أن تهبط ابرار نظرت إليه وقالت بهدوء شديد يناقض ما يعتريها ويغمرها من سوء بسبب اولئك الفتيات:
-لو خلصت قبل الساعة واحدة هكلمك..

كادت تهبط لـ يوقفها بسؤاله والذي جاء على ذهنه طرحه لاستشعاره بحنقها ومحاولتها في عدم إظهار ذلك...وإدعائها اللامبالاة:
-زعلانة؟

عقدت حاجبيها وسألته:
-هزعل من إيه؟

-من اللي حصل.. يعني من البنات لما كنا واقفين بسبب الحادثة اللي على الطريق.

هزت كتفيها واحتفظت بهدوئها قائلة:
-لا أنا نسيت أصلا..ومضيقونيش متقلقش.

علم بأنها كاذبة وتخفي حقيقة شعورها ورغم هذا ابتسم لها وقال بأسلوب مرح:
-أنا قولت كدة برضو..اصل دول صغيرين وطايشين..واكيد مش هتاخدي على كلامهم..وعلى فكرة أنتِ زي القمر بجد... وأنا محظوظ بيكي..ولو بأيدي أخبيكي عن العالم هعمل ده..انا مش حابب حد يشوف جمالك ده غيري...

أحمر وجهها وتلعثمت..تبخرت كلماتها وحروفها...وشعرت بالعجز عن الرد..فـ اكتفت بالإبتسام له...ثم هبطت من السيارة...واقتربت من فجر..وقبل أن تغب عن أنظاره التفتت واختلست نظرة سريعة نحوه.. فوجدته لايزال يحملق بها...وعندما تقابلت عيناهم رفع يده يودعها.....

لم تبادله وداعه ونظرت أمامها من جديد....وكلمات الفتيات المراهقات تصدع بأذنيها وتجعل الغضب يتملك منها مرة أخرى قائلة بتشنج وصوت وصل إلى مسامع فجر:
-أنا ايه اللي حصلي وقتها..وازاي سكت على قلة ادبهم..كان لازم ارد عليهم المهزقين دول...

قطبت فجر حاجبيها وسألتها:
-هما مين دول؟

-البنات اللي عاكسوا خالد و واحدة فيهم قالتلي احلى منك...كان لازم ارد عليهم واوريهم مقامهم..

استنكرت فجر ما تتفوه به وعقبت بدهشة:
-لا مش لازم لو رديتي عليهم تبقي بتديهم قيمة..واحسن حاجة انك سكتي...أنتِ اعقل واكبر من انك تردي على كلام تافهه وموقف سخيف زي ده...

انتهت مشيرة نحو إحدى الزوايا قائلة:
-تعالي نستنى البنات هنا...ونكلمهم نشوف هما فين المفروض انهم طلعوا ورانا...يعني يبقوا على وصول.



************


وقف "جابر" بسيارته أمام البوابة وترجلت الفتيات شاكرين إياهم من خلال النافذة ثم اودعوهم..فقام جابر بإخراج رأسه من خلال النافذة، متحدث بصوت عالي:
-في رعاية الله..ولا إله إلا الله...لو احتاجتوا لأي شيء أو قام أحدهم بمضايقتكم حادثوني وسأتي لكم على الفور وانفخ أمه...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن