الفصل الثالث والثمانون

22.9K 3K 331
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والثمانون:

مر ما يزيد عن ثلاثة أشهر لم يحدث بهم الكثير، وبقى حال "دلال" كما هو مقيمة بمنزل شقيقتها، ويزورها كل من نضال وأشرف من حين لآخر.. عدا خليل الذي استمر بزيارتها يوميًا بعدما عاد من الساحل الشمالي، وحرصت فجر دائمًا على الذهاب معه وفشل أنس بتلك الفترة برؤيتها نظرًا لخروجها الدائم مع زوجها، وعدم استطاعته زيارتها بمنزل زوجها كي لا يتسبب بمشكلة لها، كذلك فعل جابر وظل يمر على والدته يوميًا…أما عابد وسلطان فلم يفكر اي منهما بزيارتها أو الحديث معها، وكلما حاول أحد الأبناء الحديث مع سلطان حيال أمرها كان يرفض الأنصات..وبناءًا على هذا التجاهل من طرف عابد وسلطان رغم محاولاتها التي تعدت ثلاث مرات لمصالحتهم قررت التوقف عن المحاولة..

أيضًا انهت الفتيات خلال تلك الفترة امتحاناتهم..وعلى الفور بدأوا بتجهيزات حفل زفاف كلا من "أشرف و وعد"، "نضال و داليدا"، "خالد و أبرار"..و الذي اتفق أن يقام بإحدى الفنادق وبليلة واحدة..وها قد آتت تلك الليلة وذلك الزفاف وحان وقت إجماع تلك القلوب العاشقة…

وبداخل هذا الفندق وبعد عقد قرآن كل من خالد وأبرار وتحديدًا بتلك المساحة المخصصة للرقص كان يرقص كل منهما مع عروسته..…

مال «خالد» على أذن أبرار يهمس لها جوار أذنيها ويديه تشدد على خصرها:
-هو انا ينفع اعاكس؟؟ وأقولك انك زي القمر.. وانك احلى الموجودين؟

شعرت بالحياء ولم يصدر منها سوى الهروب بعينيها منه..والنظر باللاشيء..
ابتسم على ما بدر منها وأضاف بذات النبرة الهامسة:
-اظن أنه ينفع ما أنا كتبت عليكي خلاص وبقيتي مراتي رسمي..وشوية صغننين ونروح على بيتنا..

تسارعت ضربات قلبها بجنون، وكتمت أنفاسها للحظات قبل أن تغير مسار الحديث وعينيها تجوب يمينًا ويسارًا بحثًا عن ابنه:
-هو وسام فين؟ مش شيفاه يعني !

أدرك ما تفعله وكيف تبدل مسار الحديث بينهم..فأجابها وهو يجذبها من خصرها نحوه أكثر وأكثر:
-وسام هناك اهو مع جابر..وبعدين متغيريش الموضوع اللي بنكلم فيه..ممكن؟؟

وبخجل جلي ردت عليه متراجعة خطوتان للخلف:
-لا مش ممكن..الموضوع اللي أنت بتكلم فيه اصلا مش مهم، وبعدين أنت بتقولي في الاول ينفع!! بتقولها على أساس إيه ما أنت قولت اللي انت عايزه!! انا شايفة انك تشيل كلمة ينفع من الجملة عشان مش ماشية..

ما كادت تتنفس الصعداء من بُعدها عنه ونجاحها بالتراجع لولا جذبه لها مرة أخرى وإصراره على قُربها منه أثناء رقصهم..
هامسًا لها من جديد بنبرة ماكرة حملت بين طياتها الكثير من الخبث والوقاحة:
-متبعديش عن حضني تاني..عشان لو اتكررت هزعل جامد..ومش هبقى مسؤول عن اللي هيحصل واللي الناس هتشوفه بعمله معاكي.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن