الفصل الرابع

34.4K 2.6K 549
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع:

شحب وجه "فاتن" بات باهتًا...جامدًا...على يقين تام بأنها قد استمعت إليهم...وأنها على وشك أن تصبح عاطلة عن العمل بعد أن تقوم تلك المتعجرفة بطردها لتطاولها عليها بالسباب اللاذع...

أغمضت جفونها لبرهة مترقبة صياحها عليها وطردها.....
ثم فتحت عيناها واختطفت نظرة نحو "ساندي" المرتبكة وحالتها لا تختلف كثيرًا عن حال صديقتها…

تقدمت"وئام" منهم خطوتان موصدة الباب من خلفها....والاثنان عيناهم لا تفارقها.....

ارتفع حاجبي "وئام" الأيسر وقالت بنبرة صارمة ألجمتهم:
-واقفين كدة ليه وسايبين الشغل؟؟؟؟ على شغلكم يلا….

لانت ملامح "فاتن" ولم تتوقع ما تفوهت به...بينما ضحكت "ساندي" براحة...فقامت "وئام" برمقها بنظرة مبهمة جعلت الأخرى تخفي ضحكتها وتجذب رفيقتها للخارج تحت أنظار "وئام"......

أطبق الباب واختفى الأثنان عن عيناها....وفي الحال تبدلت قسماتها لأخرى غامضة مستمتعة بتلك الأجواء والمشاحنات التي تنهي ضجرها والملل الذي يكاد يطيح بها ويملئ حياتها....

حملقت بصورتها المنعكسة في المرآة الكبيرة من أمامها....وثبتت حدقتاها على خصلاتها....
لاحت شبه بسمة على شفتيها مدركة ما عليها فعله فتطاول تلك الفتاة لن يمر مرور الكرام وستعاقبها بطريقتها الخاصة............




***********



مرت دقائق معدودة حتى ظهرت قبالتهم من جديد...لكن تلك المرة كانت عيناها وكأنها تبحث عن شيء ما....

ارتكزت عيناها عليه...وابتسمت بسمة خفيفة وهي تراه يودع إحدى السيدات الذي انتهى عمله معها للتو...ويصاحبه بسمته الرجولية...ملقيًا كلمات غزل على أذنيها قد تطيح بأي أنثى من أمثالها ومن المؤكد بأن المرأة ستكرر مجيئها مرارًا وتكرارًا......

انتهزت تلك الفرصة.....تحديدًا عندما جلس مكان السيدة محركًا عنقه يمينًا ويسارًا بأرهاق....

دنت منه واقفة أمامه عاقدة ساعديها متمتمة بنبرة كانت بسيطة وبها بعض من المرح الذي ادهشه:
-بقولك إيه...مش جعان ؟

حقًا لم يستطع إخفاء صدمته تلك المرة....فقد باغتته بسؤالها الذي لا يدري مغزاه.....

التقطت الصدمة والحيرة على وجهه، فتابعت مختطفة نظرة نحو "فاتن" التي تدعي انشغالها مع إحدى السيدات لكنها في الحقيقة تتابعهم بغيرة شديدة....

-كل الصدمة دي عشان سألتك سؤال !!! اومال لما اكمل واقولك انك هتقوم معايا وهنخرج ناكل سوا هتعمل ايه؟؟ هتقع من طولك.....!

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن