الفصل الثلاثون

27K 2.3K 333
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثلاثون:

أطبقت جفونها لوهلة متحاملة على قدميها بعد أن استمعت لاسم غريمتها..
ناعتة إياها بسرها بـ"السارقة"..
لكن لا بأحلامها لن تتركه لها..
هي من رأته و وقعت في عشقه اولًا..

لاحظ "خليل" سكونها فتراجع خطوة للخلف، قائلًا:
-عن إذنك..

هزت رأسها بتفهم وتحركت من أمام عتبة الباب تزامنًا مع غلقه الباب...
في العادة لا يكون عديم الذوق أو فظًا لكنه كان مجبرًا لجلوسه بمفرده....

علقت غصة بحلقها ابتلعتها بصعوبة، وقدميها لا تزال تتحرك، اما عيناها فكانت مشتته، تائهة لاختياره وئام وليس هي..
رغم عشقها المضاعف نحوه..

وصلت للبوابة ومن سوء حظ الآخر وصولهم وسقوط بصرها عليهم..
رأتها تجلس جواره...البسمة تعتلي ثغرها...
أظلمت عيناها وشع الحقد الدفين منها فقد اخذت مكانها...

ثبتت قدميها بالأرض وقررت انتظاره..مراقبة دخولهم من البوابة، فلن تضيع مجيئها هباءًا ولن تستسلم...مؤمنة بتلك المقولة.."كل شيء مباح في الحب والحرب"
وستعلن الحرب حتى تظفر بالحب......



************


اختفت بسمة "وئام" تدريجيًا بعد أن رأتها تقف على بوابة منزله...ثبتت انظارها عليه فلاحظ هو وتهرب متحاشيًا عيناها على الفور، لاعنًا ذاته وفاتن التي ستدخله بمشاكل وخلافات معها...
وهو من سعد بهذا التقدم في علاقتهم..

ظلت صامته حتى صف بالسيارة و ترجل الجميع عدا هما...

حاول تخطي الأمر وكان شيء لم يحدث، مبتسمًا بتوتر طفيف مطالعًا إياها ناطقًا بمرح لا يناسب تلك الأجواء المشحونة:
-يلا انزلي، ولا مش عايزة تنزلي وحبة نقعد في العربية، انا عن نفسي أي حاجة م

اوقفته عندما باغتته بسؤالها مقاطعة كلماته لا تبالي بنظرات والدتها المندهشة من بقائها بالسيارة حتى الآن:
-فاتن بتعمل إيه قدام بيتكم يا عابد؟؟

تلعثم وشعر بالحيرة..ترى هل يخبرها بالحقيقة ام يدعي عدم إدراكه ومعرفته؟

بعد تفكير لم يدوم كثيرًا، قال حاسمًا آمره:
-انزلي دلوقتي، واول ما ادخل البيت واطلع الاوضة هكلمك واقولك كل حاجة..

هنا ورأى مجددًا بحدقتاها تلك النظرات الغاضبة..المتعجرفة والذي لم يراهم منذ أن تقدم لها...

هبطت من السيارة دون أن تنبس بحرف واحد، غير مبالية بالجميع، او بتوديعهم مقتحمة المنزل وهي لا ترى أمامها من الغضب من رؤية تلك الفتاة حول منزل خطيبها...ومن سيصبح زوجها خلال أيام معدودة..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن