الفصل الثمانون

25.7K 2.5K 365
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثمانون:

إتهام بشع..خطير…وجارح كالسكين مزق قلبها أربًا...ولم يتركه سليمًا ويُصعب ترميمه…كما جعله ينزف الدماء..بل و زاد الأمر سوءًا ولم يكتفي بقلبها وتسلل لباقي جسدها والذي بات مثل الثلج..باردًا..
مصدومة من كلمات تلك المرأة الواقفة بينهم و ترمقها بنظرات كارهة..متهمة..حاكمة عليها بالموت دون أن تدري أو تبحث عن الحقيقة..بل سمعت فقط والان تصدر الحكم.
كما فعل عابد سابقًا وأصدر حكمه عليها…ولكن تلك المرة لن تصمت ستدافع عن ذاتها..

ستصرخ بوجه الجميع ولن تقبل بهذا الاتهام، هي مخطئة وتعترف بهذا لكن ترفض هذا الإتهام المسئ إليها…

وقبل أن تفعلها كان عابد المصدوم..صدمة ليست بهينة..بل صعبة عليه..فأحاديث والدته و ثرثرتها معها لا تعرف حدود..
بل وصل الأمر بها أن تقص شيء خطير كهذا دون حسبان لنتائجه ولما يمكن أن يفعله..

وبنبرة قوية..مخيفة نطق عابد:
-ايه اللي بتقوليه ده؟؟ كلامك خطير اوي يا خالتي ومش مقبول نهائي..

ورغم هذا الخوف الذي تسلل إليها إلا أنها تعارضت معه وأصرت على صدق كلماتها :
-مش مقبول إيه هو انا جايبة حاجة من عندي يا بني..ما هي أمك اللي قايلالي و

اقترب نضال ورغب في اخذها وانهاء هذا الحديث..في ذات الوقت لم يدعها عابد تتابع وصرخ عليها بقوة مضاعفة:
-امي متعرفش حاجة..و وئام معملتش حاجة..

هنا وصمت لثواني نظر خلالهم لـ وئام والتي كانت تحدج نجلاء بكره وغضب..واسترسل بحسم:
-امي متعرفش حاجة ومتعرفش ايه اللي حصل..ولو عايزة تعرفي فـ احب اقولك أن انا اللي مش سايبها وبحاول ارجعلها..عارفة ليه يا خالتي؟؟؟ عشان أنا مش عارف اعيش من غيرها..وانا اللي ضيعتها من أيدي..

صمت قليلًا حاسمًا امره بتلك اللحظة مقرر أن يحسن صورتها التي ساءت بفضل والدته وإخراج نفسه هو السيء..والخائن:
-هي اللي سبتني مش انا.. عارفة ليه؟؟ عشان كنت بعرف عليها غيرها…
اعتذريلها يا خالتي….

تلجلجت المرأة وقالت بصوت خافت:
-حقك عليا بنتي..متزعليش مني.. انا..

قاطعها عابد يرفض تلك النبرة الخافضة مقارنة بـ نبرتها أثناء اتهامها:
-لا صوتك يعلى زي ما كان عالي من شوية..

وقبل أن تنطق تحدثت وئام بملامح وجهه يئن ألمًا فلو كان هناك فرصة لعودتهم..فتلك الفرصة الان ومن بعد حديث شقيقة والدته قد تبخرت:
-لا صوتها يعلى ولا تقول حاجة تاني.. كفاية أوي اللي قالته..والحق مش عليها..الحق كله عليا أنا…..

أولتهم ظهرها واندفعت نحو منزلها فلم يتركها بل ركض خلفها ينادي عليها…

لم تستجيب لندائه فلا ترغب في الاستماع إليه..ويكفيها ما حدث الآن..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن