الفصل الثالث والسبعون

23K 2.3K 520
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والسبعون:

التفتت «داليدا» اليها بكامل جسدها تسألها بشكل مباشر:
-نضال كان سهران معاكم ؟

اتسعت ابتسامتها وهي تجيبها وعيناها لا تكف عن فحصها بنظرة شمولية بدءًا من رأسها حتى اسفل قدميها:
-أيوة...وكان مكسوف أوي شكله كان اول مرة ليه يجي أماكن الفرفشة دي..ومكنش طايقلي كلمة...قوليلي انتِ بقى مراته اللي منكدة عليه؟

نظر نضال لتلك الفتاة مردد بنبرة قوية مهددة:
-اخــرســي بقى.......

تلبكت من نبرته وصاحت تبرر حديثها بأعين ماكرة:
-الله ! قولت ايه أنا..هو أنت مش قولتلي يومها انك متجوز...وانا قولتلك أن كل اللي موجودين متجوزين برضو و طفشانين.......مش كدة يا عابد؟

رد عابد عليها بنبرة قوية شابهت نبرة اخيه:
-اخرسي يا جنة اخرسي....

تعمدت رسم بسمة واسعة مضيفة على حديثها وهي تثبت بصرها على داليدا المصدومة كليًا ولا تصدق بأنه استطاع خداعها والتلاعب بها..بل وقلب الحقائق راسًا على عقب....
-فكرتوني في اليوم ده لما عرف اسمي اتريق عليه....

اطلقت ضحكة خافضة مع قولها الأخيرة.....

رمش نضال عدة مرات يحاول عصر ذهنه لايجاد حل قبل أن يخسرها....في ذات الوقت نهضت دلال من مكانها مقتربة من تلك الفتاة تجذبها من ذراعيها تدفعها للخارج هي والبقية من اصدقاء ابنها هاتفه:
-يلا يختي انتي وهي وهو برة...برة يا حلوة يا اللي شبه عروسة المولد بالاحمر والأخضر اللي حطاه في وشك ده أنتِ وهي يلا مش ناقصين قرف إحنا.....

قطبت جنه حاجبيها انزعاجًا من فعلة تلك السيدة...مستنجدة بـ عابد والذي لم يفعل أي شيء.....فقط أطلق زفيرًا تعبيرًا عن استيائه لما حدث وكيف انقلبت الامور من جديد فوق راس أخيه...

ازدرد نضال ريقه وقال يصارحها بعدما علم بان الكذب لن يجدي نفعًا من بعد الآن:
-داليدا اسمعيني...انا آسف.. وعارف اني غلط ومكنش ينفع اكدب عليكي بس...

اوقفته عن المتابعة عندما خرج صوتها الهادئ المصاحب بدموع تهبط من عينيها:
-بس انت هطلقني يا نضال...انا مش هكمل معاك....واسمحلي استعير كلامك واقولك أن ثقتي فيك بقت زيرو فعلا.....

ضربت دلال على صدرها بصدمة متمتمة:
-طلاق ايه يا بنتي...حرام عليكم.....

لم تهتم داليدا بكلماتها وانطلقت من مكانها وفارقت الحجرة بخطوات سريعة.................فلم تعد تتحمل الوقوف امامه و رؤيته فقد بات كاذبًا بنظرها......

عقب ذهابها ركض خلفها كي يتحدث معها ويقص عليها ما حدث ويدافع عن حاله مرارًا وتكرارًا دون ملل او كلل.....

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن